strong>القاهرة ـــ محمد خير
لم تعرض الصالات المصرية في عيد الفطر سوى خمسة أفلام لنجوم من الصف الثاني أو الثالث. وحده «لعبة الحب» خرق المعادلة، وخسر «كامل الأوصاف» رهانه على حجاب حلا شيحا، فيما واصل عامر منيب تحقيق الخسائر بنجاح كبير

في منتصف التسعينيات، أشادت الصحافة بالإنجاز الذي حققه النجم عادل إمام في «النوم في العسل»: كانت إيرادات الفيلم قد تجاوزت مليوني جنيه خلال أيام العيد فقط. اليوم، باتت تلك الأرقام أشبه بمزحة لطيفة، قياساً الى الإيرادات التي يحققها جيل المهرّجين الجدد بما لهم وما عليهم. لكن الظاهرة الأهم، في هذا السياق، أن موسم العيد الذي كان يشهد ذروة المنافسة في الأيام الخوالي، لم يعد يشكل سوى قضمة صغيرة من كعكة الإيرادات الضخمة. تلك الإيرادات استقرت اليوم عند ثلاث نقاط ذروة: الموسم الصيفي أولاً، ثم موسم عيد الأضحى، يليهما موسم الربيع الذي افتتحه منذ ثلاث سنوات فيلم «أحلى الأوقات» للمخرجة هالة خليل.
أما عيد الفطر الذي كان الجمهور يندفع فيه إلى السينما بعد رمضان تلفزيوني دسم، فقد دارت به الأيام ليتحول إلى حقل تجارب لاختبار الوجوه الجديدة تمثيلاً وإخراجاً. يوجه بعضهم أصابع الاتهام إلى بعض المسلسلات الرمضانية التي أصبحت تمتد لفترة ما بعد العيد، ويلوم بعضهم الآخر القنوات السينمائية المتخصصة التي تتنافس على جذب المشاهد في العيد بعروضها الحصرية لأفلام غادرت قاعات العرض قبل مدة قصيرة.
لم تعرض الصالات المصرية في عيد الفطر سوى خمسة أفلام جديدة لنجوم ما زالوا في الصفين الثاني والثالث، باستثناء «لعبة الحب» الذي حصلت فيه هند صبري على بطولتها المطلقة الأولى. وحقق «لعبة حب» خلال العيد قرابة مليوني جنيه، وقدم فرصة ذهبية لبطله خالد أبو النجا، والمخرج محمد علي الذي يوقع هنا فيلمه الأول.
الموسم شكّل اختباراً للمخرج أحمد البدري الذي شارك في فيلمين، أولهما «كامل الأوصاف» الذي شهد عودة حلا شيحا، بالحجاب هذه المرة. وشاركها البطولة المطرب عامر منيب الذي يواصل تحقيق الخسائر بنجاح كبير، غير أن المنتج أحمد السبكي كان يراهن على جمهور «حجاب» حلا. مع ذلك، لم يحقق الفيلم في فترة العيد سوى ما يقارب نصف مليون جنيه. فيلم البدري الثاني ومع المنتج نفسه، هو «عليّ الطرب بالتلاتة» الذي حقق ثلاثة ملايين جنيه، بمعدل مليون في اليوم.
الفيلم سيء إلى درجة تعجز اللغة عن وصفه. غير أن المنتج اعتمد «خلطته السحرية» المعهودة، وحشد في الفيلم كلاً من الراقصة دينا، والمطرب الشعبي سعد الصغير، والنجم «السوبر أكاديمي» محمد عطية، والفنان ريكو، و“الباربي” ريهام عبد الغفــــور. ونستــــــطيع القول إنه استغنى عن السيناريو والحوار والمونتاج والإيـــــــقـــــاع وكل تلك التفاصيل المملة مقابل طفرة النجوم، وخصوصاً أن الأفلام «الاستعراضية» التي يتصور المنـــــتج أنه قدم واحداً منها، تستوجب دائماً بعــــــض التساهل النقدي معها.
ياسمين عبد العزيز كانت مفاجأة الموسم. فيلمها «تُمن دستة أشرار» كان فرصة لاختبار محمد رجب كفتى أول. نجح رجب، لكن ياسمين تفوقت على الجميع، حتى على النجم خالد صالح، وانتزعت ضحكات الجمهور لتثبّت أقدامها ككوميديانة وذات ملامح جميلة في الوقت نفسه، وهو النموذج الذي غاب عن السينما المصرية منذ شويكار. حقق الفيلم أقل قليلاً من ثلاثة ملايين جنيه، وهو العمل الثالث للمخرج رامي عادل إمام.
أما المأساة فكانت مع «عبده مواسم» للكوميديان محمد لطفي الذي ظل يبحث عن دور البطولة منذ اشتراكه في فيلم «كابوريا» مع الراحل أحمد زكي 1991. لكنه وقع في فخ التكرار وقدم مرة أخرى دور ملاكم شعبي. وفشل الفيلم ولم تتخطّ إيرادته ستمئة ألف جنيه، كما لم تستطع الجميلة علا غانم التي تلعب دور مدربة «عبده» الرياضية أن تنقذ العمل.
لم ينته موسم العيد بعد، وإن كانت أهم أيامه وأكثرها ربحاً قد مرت. اعتاد المنتجون أن يعتبروا الفيلم متوسط التكلفة فاشلاً، إذا هبطت إيراداته عن خمسة ملايين جنيه. وبعد أن ينتهي هذا الموسم القصير، تبدأ جردة الربح والخسارة، وينتقل الناجحون في اختبار العيد إلى معمعة الموسم الصيفي حيث اللعب مع الكبار.