حفلت الدورة الـ63 لمهرجان البندقية السينمائي الذي يستمر حتى التاسع من الشهر الحالي بأفلام مثيرة للجدل تحمل توقيع كبار المخرجين كديفيد ليف وأوليفر ستون وسبايك لي وبراين دي بالما. “أميركا في مواجهة جون لينون” ( The U.S v.s John Lennon) فيلم جديد يضاف إلى القائمة ويحمل توقيع المخرج ليف. وبينما استاء المحافظون في إدارة جورج بوش من انتقاد الفريق الغنائي الأميركي “ديكسي تشيكس” للرئيس الأميركي، يأتي هذا الوثائقي لينتقد أميركا في ستينيات القرن المنصرم وسبعينياته، ويتناول خلاف عضو فريق البيتلز جون لينون مع إدارة الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون. وعًرض “أميركا في مواجهة جون لينون” الذي تبلغ مدته 100 دقيقة، صوراً لعضو البيتلز لم تعرض من قبل وأخرى تعرض للمرة الأولى منذ عقود. وسمحت يوكو أونو أرملة لينون اليابانية للمخرج باستخدام الصور والموسيقى الخاصة بعضو فرقة البيتلز في الفيلم الذي يتناول الاضطرابات التي شهدتها الولايات المتحدة في تلك الحقبة. يبدأ الفيلم بمشهد يُظهر لينون وهو يحاول تهدئة المعارضة التي أثارها في الولايات المتحدة عندما صرّح بأن البيتلز أكثر شهرة من المسيح. وفي لقطات أخرى، يظهر لينون وهو يخاطب جموعاً كبيرة وينتقد الرئيس ريتشارد نيكسون في لقاءات صحافية... ويمول حملة دعائية عالمية بعنوان “الحرب انتهت”. المخرج رأى أن عرض هذا الفيلم في هذه الأوضاع مناسب جداً، ولا سيما في ظل الجدل الدائر حول غزو العراق وما يجري من تقليص للحريات المدنية في الولايات المتحدة، إذ قال على هامش المهرجان: “الفيلم لا يهدف إلى التعليق على ما يحدث في العالم اليوم، لكن لا تمكن مشاهدته من دون أن تسمع أصداء الماضي لما يحدث في العالم”. ويصور الفيلم لينون على أنه بطل مناهض للحرب وضحية لحكومة محبة للانتقام.المخرج الأميركي أوليفر ستون، يعود مجدداً إلى اعتداءات 11 أيلول، لكنّه استبدل هذه المرة الطرح السياسي بالموضوع الإنساني. الا أن الجمهور الأوروبي استقبل “مركز التجارة العالمي” (World Trade Center) بتجاوب تفاوتت درجاته بسبب معالجة ستون التي وُصفت بالملحمية لاعتداءات 11 أيلول بدلاً من المعالجة الشاملة لتلك الكارثة. على أي حال، لطالما أثار هذا المخرج الجدل في أوساط النقاد، قائلاً بعد العرض: “لطالما هوجمت أفلامي”.
إلا أن الأمر اختلف مع المخرج سبايك لي، إذ أجمع الكلّ على التصفيق الحار بعد عرض فيلمه “حين انهارت الضفاف” ( When the Levees Broke) المستوحى من المأساة التي ألمت بسكان ولاية نيو أورلينز عندما اجتاحها إعصار كاترينا قبل عام. وكانت الدورة الـ 63 لمهرجان البندقية السينمائي قد افتتحت بعرض الفيلم البوليسي “زهرة الداليا السوداء” (The Black Dalhia) للمخرج براين دي بالما المقتبس عن رواية الكاتب الأميركي جيمس ايلروي الذي يشارك في جائزة الأسد الذهبي. وهي المرة الخامسة التي يفتتح فيها المهرجان بفيلم دي بالما منذ فيلم “أخوات” عام 1975.
من جهة أخرى، سارع مهرجان الاسكندرية السينمائي الى اعلان اهداء دورته الثانية والعشرين التي تبدأ في الخامس من الشهر الحالي الى روح الروائي نجيب محفوظ. وقال سمير شحاتة، المتحدث الاعلامي للمهرجان إن الدورة ستتضمن أمسية في اليوم الثاني للمهرجان يتحدث فيها مثقفون وسينمائيون عرب وأجانب عن دور محفوظ الأدبي والثقافي.
كما سيقدم المطرب محمد ثروت أغنيات تضمنتها أفلام مقتبسة عن روايات صاحب “الثلاثية” ترافقه فرقة الفن الموسيقية يقيادة المايسترو محمد كرم.
(الأخبار)