رنا حايك
نجحت الإذاعة القطرية في السنوات الأخيرة في تحقيق نسبة استماع عالية، بعدما سحب التلفزيون البساط من تحت أقدام الراديو. وفي شهر رمضان، تحاول الإذاعة تقديم برامج متنوعة تستقطب المستمعين وتنتزع مكانتها رغم منافسة المسلسلات الدرامية وبرامج المنوّعات التي تجتاح الشاشة في هذا الشهر.
على مأدبة هذا العام، يعوّل العاملون في الإذاعة على مسلسل «ساعة مع أم كلثوم» الذي يحمل توقيع الملحن والمغني اللبناني زياد سحّاب. يتوّغل البرنامج في حلقاته الـ 13، في حياة كوكب الشرق، ويغوص في أهم المحطات والعوامل التي صنعت تلك الأسطورة، من طفولة الفلّاحة الصعيدية في طلاي، وانتقالها إلى القاهرة، وصعودها سلّم الشهرة حتى تحولت ظاهرةً فنية وإنسانية واجتماعية وسياسية.
والبرنامج، حسب سحّاب، لن يغفل الجوانب الشخصية من حياة كوكب الشرق، وتحديداً تلك التي لم تتطرق إليها الدراما السينمائية والتلفزيونية حرصاً على عدم المساس بقدسية الفنانة الراحلة. ويستعين سحاب بمعلوماته الفنية وبمكتبته الموسيقية التي تحوي تسجيلات نادرة، من أجل تقديم عمل يختلف عما سبقه من برامج تناولت حياة كوكب الشرق. يقول: «من السهل أن يتلو الإنسان كتاباً عن حياة فنان راحل على الأثير. لكن الجمهور يفضّل التعرف الى الناحية الإنسانية لمطربه المفضل وسماع ما خفي حتى الآن من فنه». في هذا الإطار، يقول إنه سيبث خلال إحدى الحلقات بروفا أغنية «أوقاتي بتحلوّ» بصوت أم كلثوم. وهي الأغنية التي لحّنها سيد مكاوي، وحال رحيل أم كلثوم دون أدائها، فكانت من نصيب وردة الجزائرية.
وسيكشف البرنامج للمرة الأولى عن وجهة نظر الطبيب محمود الشريف في ما يتعلق بزواجه من أم كلثوم، فضلاً عن بعض ردّات فعل طريفة تجاه إعلان الخبر، مثلما عندما اقتحم الملحن محمد القصبحي، الذي أحبّ أم كلثوم، منزلها حاملاً مسدساً، أو عندما نزل عاشقها الشاعر أحمد رامي من بيته بالجلّابية ليركب القطار من دون وجهة محددة، بعد سماعه النبأ.
ويعترف سحاب بخوفه في البداية من طول الحلقات، إذ كان يفضل تقديم حلقتين فقط، إلا أنه فوجئ بعد البحث بثراء حياة أم كلثوم الفنية والشخصية. وعن البحث، يقول إنه آثر العودة إلى المراجع الأساسية على الرجوع إلى الموسوعة الشاملة التي أعدها المؤرخان الموسيقيان سليم وفيكتور سحّاب عن حياة أم كلثوم وفنّها. ويعزو هذا الموقف إلى محاولته تجنّب الاستسهال، حتى لا يقال إنه «استند إلى عمل أبيه وعمه، عوض بذل مجهود شخصي».
يذكر أن زياد سحاب نجح في السنوات القليلة الماضية بتحقيق حضوره على الساحة اللبنانية، بعدما انتهج خطاً فنياً جمع فيه بين الموسيقى الحديثة والتراث العربي. وفي العام الماضي قدم ألبوم «عيون البقر» بعد سلسلة حفلات في لبنان، ومشاركات في مهرجانات موسيقية عالمية. ويأمل زياد سحاب في أن يبث البرنامج قريباً على الإذاعات المحلية، كي يتسنى للبنانيين سماعه.