رنا حايك
تحتفل “الجزيرة للأطفال” اليوم بالذكرى الأولى لانطلاقتها. وفي هذه المناسبة، ألبست القناة برامجها الاعتيادية حلّة العيد، وقدّمت الهواء هدية لأطفالها. هكذا، سيشارك بعضهم هذا المساء في حلقة من برنامج “نظرة على”، يحاورهم فيها محمود بوناب، المدير العام التنفيذي للقناة، حيث يستمع إلى آرائهم وانتقاداتهم ويناقش معهم اقتراحات تطوير منبرهم الإعلامي. كما تقدّم اليوم العرض الأول والحصري لفيلم “إبن الغابة” المقتبس عن قصة “حي بن يقظان” لإبن طفيل.
راهنت “الجزيرة للأطفال” منذ انطلاقتها على كونها أول قناة عربية تربوية وترفيهية تتوجه إلى الطفل العربي “من خلال أسلوب علمي ينسجم مع بيئته”. لذا، لا تكتفي المحطة القطرية ببث أفلام “ديزني” أو برامج الأطفال الغربية بعد دبلجتها، بل تنتج ما يقارب 40 % من البرامج التي تبثّها. وها هي اليوم تجلس مع الأطفال على طاولة الحوار وتسمع صوتهم. وتعدّ هذه الخطوة جزءاً من خطة عامة تعتمدها القناة، وتهدف الى “تنمية ملكة التفكير الإبداعي لدى الطفل العربي وترسيخ القيم العربية الاجتماعية والثقافية مع الانفتاح على العالم الغربي”.
اهتمّت “الجزيرة للأطفال” منذ البداية بكل الشرائح العمرية. ونجحت في تقديم برامج، يتفاعل معها الأطفال وأولياء أمورهم، فضلاً عن التربويين: نشرة الأخبار تُسمّى هنا “زوايا” وهي تقدم تقارير إخبارية من كل أنحاء العالم، و“وصلة” هي المجلة الشهرية التي تعدّ همزة وصل مع الأطفال العرب في المهجر ومساحة يسردون فيها قصصهم ويتواصلون عبرها مع أترابهم في البلاد العربية.
وفيما يسلّط برنامج “صحة وسلامة” الضوء على العادات الغذائية السيّئة وتأثيرها في وظائف الجسم، يأتي “انطلق” ليرسّخ العادات السليمة من خلال تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة. وبما أنّ الترفيه هو الوسيلة الوحيدة لجذب انتباه الطفل، ابتكرت القناة شخصية كرتونية عربية ليست سوى السلحفاة “فافا”. و“فافا” هي نجمة الشاشة ومذيعتها الأولى التي تقدم المعلومة في قالب غنيّ بالألوان، وتبث برنامجها مباشرة من جزيرة الأطفال السحرية.
نقطة أخرى تضاف الى مصلحة القناة هي تنمية الحس النقدي عند الطفل عبر تسليط الضوء على الصراع الدائم بين العلم والخرافة (برنامج “جالا جالا”). وينسجم الموقع الإلكتروني للقناة مع محاولاتها تعزيز الهوية العربية وتلقين المعلومات من خلال “ألعاب اختيرت بعناية فائقة لتتوافق مع توجه القناة في تجنب ثقافة العنف والمواد غير المناسبة” كما جاء في رسالة الموقع.
وعلى رغم التنويه الذي تحظى به القناة من بعض الاختصاصيين، لم تسلم من تهمة الـ“الخبث” التي يلصقها بها بعض زوار المنتديات الإلكترونية العربية. فهؤلاء يكفّرون مشاهد “اختلاط الأطفال” ويدينون الشخصيات المسيحية التي تظهر في البرامج... انتقادات ستغفل حكماً الأطفال المشاركين في برنامج “من نظرة” الحواري!
“الجزيرة للأطفال” تطفئ اليوم شمعتها الأولى، فهل آن الأوان أيضاً لتقوّم أداءها وقدرتها على مخاطبة جمهورها من «العين إلى القلب» كما يقول شعارها؟ وهل نجحت في لفت أنظار الصغار الحائرين وسط هذا البحر من القنوات الأجنبية الملوّنة؟