بعد الإقبال الذي حققه مهرجانها الثاني العام 2002، رأت “بيروت دي سي” أن التوسع والنمو شرطان أساسيان لمواصلة التجربة، وترسيخها في الواقع المحلّي. وحين قرر المهرجان أن يكبر، اكتشف بسرعة أن الدعم المتواضع الذي قدمته “وكالة الفرنكوفونيّة” وشركة ”أوني فرانس فيلم” في الدورة الأولى لم يعد كافياً. ومن هذا المنطلق طرقت هانية مروة أبواب المؤسسات الثقافية العربية التي تطرح نفسها بديلاً من وزارات الثقافة الغائبة... لكن من دون جدوى. “فهمت أنني لا أستطيع الاستمرار إلا بدعم مالي أوروبي، أنا اليوم لا أخجل من ذلك. التحدي هو في استثمار التمويل لخدمة المشروع والحفاظ على هويته من دون تقديم التنازلات”. نجحت “بيروت دي سي” في انتزاع اعتراف الاتحاد الأوروبي الذي وافق على إدراج مشروع ”ميدسكرين” أو (شاشات المتوسط) ضمن برنامج “يوروميد” EUROMED لدعم الإنتاج السينمائي في دول المتوسط. البرنامج متوسطي، لكنّ مروّة وجدت الصيغ المناسبة لتركيز نشاطها على ترويج الإنتاج السينمائي للدول العربية حول المتوسط، وتخطّت “القيود” لتشرك الدول العربية غير المتوسطية في مشروعها.
أهداف «شاشات المتوسط» متعددة المستويات والمشارب. موازنة المشروع الذي تتشارك فيه «بيروت دي سي» مع مؤسسات أوروبية ومتوسطية أخرى تبلغ مليون يورو ونصف المليون على ثلاث سنوات. وتوظّف لإقامة مهرجانات وتنظيم أسابيع للأفلام العربية في العالم، ودعم المخرجين العرب من خلال الترويج لأفلامهم في المهرجانات الأوروبية، إضافة إلى تقديم الدعم لتوزيع تلك الأفلام على وسيط الـ “دي. في. دي”.
لكن الاتحاد الأوروبي يؤمن 80 في المئة من تلك الموازنة فقط، بينما تنقسم الـ 20 في المئة الباقية بين 150 ألف يورو تحاول إدارة “بيروت دي سي” توفيرها من خلال خفض النفقات، و125 ألف يورو تشكّل المساهمة العربية المطلوبة التي لم تيأس هانية من الحصول عليها. وإذا نجح المشروع في تأمينها خلال السنوات الثلاثة المقبلة، يكون ربح رهانه وأمن الاستمرارية المتوخاة.