خلع جورج قرداحي أخيراً عـبـاءة «من سيربح المليون»، ليطلّ قريباً في برنامج «التحدي». هنا حديــث عن برنامجه الــجديد وعـلاقته بقناة «أم بي سي»، وعودة الى العـدوان الأخـير عـلى لبـنان.
حوراء حوماني

صوته يأتي عبر الهاتف من القاهرة، أجش كما على الشاشة. يحدّثك كصديق يعرفه منذ زمن. تلقائي، صريح، لا يخبّئ الكثير... «هذا رأيي الخاص، ولست موظفاً عند أحد»، يقولها بصرامة عندما تسأله عمّا إذا سمع اعتراضاً من قناة MBC على التحية التي وجّهها إلى المقاومة عبر تلفزيون «المنار».
يسأل بفضول: «ممن سمعت الشائعة؟». طريقة سؤاله تذكّرك بالجملة الشهيرة التي كان يردّدها في «من سيربح المليون»: «جواب نهائي؟». الارتباك نفسه يصيبك تحت تأثير نبرة صوتهلكنه يعود ويؤكد أن لا أحد من إدارة MBC اتصل به وأبدى انزعاجاً من تصريحاته لـ«المنار»، كما ردد بعضهم. ويسأل: «كيف كان تجاوب الناس معها؟ أنا لم أشاهدها بعد». ويشير إلى أن الكلمة التي وجّهها عبر التلفزيون هي كلمة حق يفرضها عليه حسّه الوطني، معلّقاً: «أقول كلمتي ولست خائفاً من أحد، ولا أسمح لأيّ كان بالـــــتــــدخل في شـــــؤوني الخاصة».
ويروي قرداحي كيف أن وفداً من “المنار” جاءه وهو في مطار بيروت الدولي وكان متوجهاً الى القاهرة، طلبوا إليه المشاركة في حفلة تكريمية للطلاب المتفوقين في الشهادات الرسمية، وهـــذه الحفلة تقام فعلاً مساء اليـــوم نــــفــــسه في قصر الأونيسكو. لكنه اعتذر بــــسبب اضطراره الى السفر للبدء بــــتــصوير برنامج «التحدي» في مدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة. وللتعويض عن هذا الغياب قرّر توجيه كلمة تهنئة إلى هؤلاء الطلاب وتحية للمقاومة. ويقول قرداحي في كلمته التي بثّت مراراً على شاشة «المنار»: «الانتصار ليس حكراً على طائفة، بل يتقاسمه جميع اللبنانيين، ويستفيد منه حتى غير المقتنع به».
ولا يبدو جورج قرداحي متحمساً للحديث عن عمله الإعلامي. حين نخوض في الموضوع تتغير نبرة صوته. تلين ثم تشتد قسوة. كان يريد الحديث في السياسة ومشاكل لبنان. يقول: «المقاومة على الحدود ضرورية، لكن المقاومة في الداخل يجب أن تكون أكثر حزماً... مقاومة الفساد والطائفية والجهل والدولة المزرعة».
ويتابع بصوت عال: «العدو الداخلي أخطر من العدو الخارجي». ويعلّق ضاحكاً: «لن أذكر أسماء... هم الذين نعرفهم كلّنا». كما يؤكد قرداحي أن MBC هي قناة قومية، تتناسب مع قناعاته السياسية و«كلانا مع الحقّ ضد الباطل».
«التحدّي» أولاً
على رغم اهتمامه الكبير بالسياسة، إلا أنّ الفكرة التي طالما تحدث عنها في ما يتعلق ببرنامج سياسي يترجم الواقع ما زالت بعيدة، وخصوصاً أنه مشغول في تصوير برنامجه الجديد «التحدي».
لكن ماذا عن «التحدي»؟ يجيب قرداحي ضاحكاً: «يظهر أن العرب لم يعودوا قادرين على تحدي حتى أنفسهم... لذا تغيّر اسم البرنامج من «الــــعرب يتحدّون» الى «التحدي». الاسم الأول لا يدلّ على حقيقة البرنامج».
كان من المفترض أن يبدأ تصوير “التحدي” في 12 تموز الماضي في بيروت، إلا أن الحرب حالت دون ذلك، «خشينا أن تطول الحرب، فكان لا بدّ من قرار إداري يحسم الأمر»، يقول قرداحي على خلفية الانتقال المؤقت الى القاهرة التي وصفها «بمدينته الثانية». ويشير الى ما تكبّدته القناة من خسائر جرّاء نقل الاستديوهات والعاملين إلى هناك. والسرعة في مباشرة التصوير تعود الى ضيق الوقت المتاح، إذ إن البرنامج سيعرض مباشرة بعد شهر رمضان، ويؤكد: «سنعود قريباً إلى بيروت، لا بديل من هذه المدينة».
لكن علامَ يراهن قرداحي هذه المرة؟ عندما خلع عباءة «من سيربح المليون» وانتقل إلى LBC، لم يُكتب لتجربته الجديدة النجاح، فعاد سريعاً إلى أحضان «من سيربح المليون» الذي بقي ورقته الرابحة. يجيب سريعاً: «لا أراهن على شيء. تبحث المحطة عن برنامج جديد وأبحث أنا عن الاستمرار».
“التحدّي” هو برنامج ألعاب ثقافي يتبارى فيه مشاركون تتراوح أعمارهم بين 18 و65 سنة من 12 دولة عربية (لبنان، سوريا، السعودية، الأمارات العربية المتحدة، البحرين، العراق، مصر، فلسطين، الأردن، المغرب، الكويت، والجزائر). يمثّل كل دولة فريق مؤلف من 20 شخصاً من شرائح المجتمع كافة. تتنوع الأسئلة من الثقافة العامة الى شؤون الحياة اليومية. ويستضيف قرداحي في كل حلقة خمسة من مشاهير عالم الريــــاضة والــــفـــن والفكر لإضفاء جو من الحــــماســــة والتسلية على البرنامج.
هل يخشى من انتقال التوتر بين ممثلي الدول العربية إلى الدول أنفسها؟ يجيب مبتسماً: «المعرفة لم تخلق يوماً صراعاً بين الشعوب. وبرنامجي لم يبتعد كثيراً عن صيغة «من سيربح المليون».