نور خالد
يبدأ مسلسل “السندريلا” من نهايته، من قبر سعاد حسني: صحافي عربي مقيم في لندن يقرر زيارة ضريح الفنانة التي “ارتبط معها بصداقة وروت له على شرائط مسجلة ــ يملكها ــ قصة حياتها”. يذرف دموعاً على صديقته، فيما يتذكر حواراته معها. بعد ذلك المشهد، يأتي “فلاش باك” لينقلنا إلى صوت منى زكي التي تتحدث إلى الصحافي من دون أن تظهر صورتها. ثم تنتقل الكاميرا إلى بيت الخطاط حسني، والد السندريلا، حيث كانت طفلة تملأ الزوايا بهجة وشقاوة... تسخر من ضيوف والدها، كامل الشناوي، الصحافي الذي عشق صوت أختها نجوى (نجاة) وأعطاها لقب “نجوى الصغيرة”، وعبد الرحمن الخميسي الذي سيستغل شقاوة الطفلة لينقلها بعد فترة إلى دنيا النجومية في “حسن ونعيمةيبدأ المسلسل من النهاية، ويعود بـ “الفلاش باك” إلى البداية. تكنيك كلاسيكي، متعارف عليه في السير الدرامية للشخصيات العامة. لن نناقش مستوى الصناعة في المسلسل، فذاك، منذ الحلقة الأولى، قد يكون تجرؤاً متسرعاً ونوعاً من الافتراء والمبالغة.
لكن في البدايات المبكرة، والمبكرة جداً، لا بد من التوقف عند “سؤال” قد يفتح نقاشاً تناقله بعض معجبيها، يتعلّق بالرغبة الملحة في الإسراع بإنتاج عمل عن حياة السندريلا.
“لماذا لا نقبل ببساطة أن تنتحر الشخصيات العامة؟ لماذا نصوغ “الحواديت” عن مقتل كاميليا وأسمهان. القصة أبسط من ذلك، أبسط من نظرية المؤامرة”. بكثير من الاستهزاء، يتحدث الصحافي “الخبير” في شؤون سعاد حسني، في اللقطة الأولى من المسلسل.
من خلال هذا السؤال، حاول الكاتب عاطف بشاي قطع الشكّ باليقين، واختار، من خلال الصحافي الذي “يستحق الثقة”، أن يبعد الشبهات عن ضلوع أحدهم في مقتل حسني، والتأكيد على أنها هي التي أقدمت على الانتحار.
أغلب الظن أن بشاي، وهو يكتب العمل، لم يشرب القهوة مع أحمد فؤاد نجم. الشاعر كان، ولا يزال، يملأ الدنيا صراخاً حول قاتلي زوزو. بعد شهور قليلة من سقوطها من أعلى البرج في لندن، ظهر على شاشة “المستقبل” في “خليك بالبيت” ليقول لعشاق زوزو إن جميلتهم قتلتها أجهزة أمنية، لأنها “تجرأت على البوح برغبتها في كتابة سيرة ذاتية عن حياتها تكشف كل شيء”. “كل شيء” تلك، “فضحتها” صحف مصرية خلال الأشهر الماضية، في كتابات غزيرة ظهرت في صحيفتي (الكرامة) و (العربي)، في مناسبة الذكرى الخامسة على رحيل سعاد حسني. عادت تلك الكتابات، مدعمة بصور رسمية من محاضر الشرطة، إلى اعترافات ضابط مخابرات شهير كان أقر بأنه لجأ في الستينيات إلى إجبار الكثير من الفنانات على القيام بـ «مهام» تخدم الوطن، في أسرّة شخصيات عربية وأجنبية للحصول منها على معلومات. وأفادت تلك الصحف بأن سعاد حسني كانت بينهن. وفي المقابل، أكد آخرون، بينهم نادية يسري التي عاشت مع حسني في لندن خلال أيامها الأخيرة، أن السندريللا انتحرت بعد إصابتها بالاكتئاب. وقوبل هذا التصريح بنفي قاطع من أصدقاء النجمة وأسرتها.
هل أراد صنّاع العمل إبعاد الشبهات عن أي جهة أمنية قد تكون متورطة في مقتل السندريلا؟ أم أن العبارة التي أطلقها الصحافي، ليست سوى إشارة إلى معلومات عرفها الكاتب أثناء بحثه، وحلّ من خلالها اللغز الذي أحاط بوفاتها؟ هذا ما سنعرفه في الحلقات المقبلة.

يعرض عند العاشرة مساءً على فضائية LBC.