بيار أبي صعب
عزيزتي م،
وصلتني رسالتك من اسطنبول، وفرحت بها كثيراً. لا تقلقي علينا نحن بخير. لا تشعري بالذنب لأنك تسللت هكذا من بيروت “كاللصوص مع الرعايا الأجانب”. من حقك أن تختاري الذهاب. ليس في ذلك خيانة. أنا لم أسافر. من دهر لم أشعر بالسعادة في بيروت، مثلما أنا الآن. وليس في الأمر بطولة. لكنّها طريقتي في المقاومة.
شعبنا يسافر بسهولة، ويحمل وطنه معه أينما حلّ. وهناك الذين لا يملكون أين يذهبون، ولا خيار لهم سوى مواجهة المجزرة. هؤلاء،، لهم الحصة الأكبر من الوطن. لكن اطمئني: بعد أن تسكت الطائرات، ونحصي الخسائر الفظيعة، ستنبعث دولة الطائفية والفساد من رمادها، وسيأتي من يعيد بناء ”اقتصاد الكاباريه”. سيعود لبنان إلى سابق “ازدهاره”... أما أنا فسأستعيد هاجسي الدائم بالسفر من بيروت.