رنا حايك
غينا إرسلان صبية لبنانية تعشق بيروت. عبّرت في رسالة مطوّلة نشرت في مدوّنتها الإلكترونية “بيروت بحبك” عن عشقها لمدينتها التي وعدتها بصيف مشمس ومزدهر وصاخب بألف لون ولون من الاستمتاع والاسترخاء. تأسف غينا لـ“الفاجعة” التي حلّت بلبنان، فصادرت سعادتها بـ“استقلال 05”، وفخرها بإشادة كبار زعماء العالم بالنموذج الديموقراطي للشرق الأوسط.
بيروت عشق غينا، وهذه الأخيرة حينما تتكلم عنها إنما تقصد أيضاً لبنان كله. وتقول إن أمام الدولة اللبنانية استحقاقات لا تُختزل بإرادة “مجموعة منشقّة تهوى التلويح بالسلاح”، وهي المجموعة التي “عطّلت موسم الصيف” وفق ما كتبت غينا.
في مدوّنتها التي لا تتضمن إلاّ رسالة مكتوبة باللغة الانكليزية وصورة شخصية لها، تختزل غينا العدوان الإسرائيلي على لبنان بتحليل تبسيطي قائم على نظرية المؤامرة: “ديموقراطية بيروت تشكل تهديداً لدمشق، وتعدد الطوائف في لبنان يشكل تهديداً لتل أبيب”. نشرت غينا رسالتها في مدوّنتها الفقيرة مع بداية العدوان، ويبدو أنها لم تكترث للوقائع الميدانية فلم تغيّر هذه الرسالة التي يغيب عنها دور المقاومة ويغيب دم الشهداء من مدنيين ومقاومين، ليحوز طائر الفينيق على البطولة الأولى لأنه “يقع ويقوم مجدداً ولذا اختار لبنان لقيامته المقبلة”.
صاحبة “بيروت بحبك” نسيت أن وطنها الذي تعشقه لم يوقّع “معاهدة سلام مع إسرائيل”، وأن همّ الرخاء الذي تتكلم عليه بعيد... والاستقلال ليس ناجزاً،
واللافت أن دينا لم تضف بعد انتهاء العدوان مقالة عن فرحتها باستعادة ما تبقّى من الصيف، وبقيت مقالتها يتيمةً على مدوّنة لا تزيّنها غير صورتها بالقميص الأبيض، رمز السلام.
العنوان: www.beirutb7ibbik.blogspot.com