خالد صاغية
بدأت إعادة الإعمار الموعودة تنتج ضحاياها. الضحية الأولى، حتّى الساعة، هو مجلس الإنماء والإعمار. مجلس الإعمار لن يشارك في الإعمار. لا بأس. من سيقوم بالإعمار إذاً؟ للحصول على إجابة، كان لا بدّ من انتظار المؤتمر الصحافي لرئيس الحكومة. جاء المؤتمر، ولم نعثر على جواب.
فالسيّد السنيورة أطلق العنان لـ«أبو ملحميّاته» فقال إنّ العملية «ليست بالسهلة، لكن ليس هناك شيء مستحيل». قال أيضاً: «من خلال الإرادة والتعاون يمكننا أن ننجح». وزاد: «نحن نتابع كل الدراسات والإحصائيات النهائية وبشكل يومي». شكر لأجهزة الدولة عملها، لكنّه أوضح أنّ كلّ هذا العمل سيخضع للتدقيق من قبل شركة خاصة! وحين جاء إلى صلب الموضوع، رأى السنيورة أنّ «موضوع الضاحية تحديداً يصار إلى درسه نظراً إلى وجود تعقيدات عديدة». ورأى أنّ «الآلية لمعالجة هذا الكم الكبير من المشاكل ستكون بإيجاد حلول لكلّ نوع من المشاكل». وفي الخلاصة، أعلن أنّه أتاح المجال مشكوراً لبعض المواطنين كي يتبرّعوا ببناء الجسور، وأنّه ينتظر مساعدات ومشاريع تبنٍّ من الدول الصديقة، كما شكر الدول التي سبق أن قدّمت المساعدات!
برنامج كامل متكامل أطلقه فؤاد السنيورة من أجل الإعمار. برنامج يستخلص منه أولاً أنّ «دولة المؤسسات» التي يرأسها «رجل الدولة» ليست في وارد احترام المؤسسات. ثانياً، أنّ «دولة المؤسسات» ليست معنية بجدّية بمواطني الدرجة الثانية الذين أصابهم القصف الإسرائيلي. ثالثاً، أنّ رئيس حكومتنا لا يبكي حين يستوجب الأمر البكاء فعلاً.