رام الله ــ يوسف الشايب
منذ تأسيسها قبل عامين تقريباً، وضعت مؤسسة “شاشات” المتخصصة بسينما المرأة في فلسطين هدفاً اساسياً نصب عينيها: حماية الذاكرة السينمائية الفلسطينية والعربية من الاندثار. وبدأت “شاشات” أولى خطواتها في هذا الاتجاه عبر انشاء مكتبة سينمائية تحتوي كتباً وأفلاماً عربية وعالمية. ولأنّها تحلم بأن تمثّل مرجعية سينمائية للمخرجين والباحثين، نجحت أخيراً في الحصول على باقة من أمهات الأفلام العالمية، الأوروبية والأميركية والآسيوية والأفريقية والعربية، زوّدها إياها معهد السينما البريطاني الذي وعدها بشحنة ثانية، والمركز القومي في مصر الذي أرسل لها سلسلة من الكتب السينمائية الصادرة عنه.
وتنقسم مكتبة “شاشات” إلى قسمين، خُصّص القسم الأول للكتب المتعلّقة بالسينما، وجاء معظمها بالـــــلغة الأجنبـــــية نظراً الى ندرة المراجع الـــــسينمائية باللغة العربية عموماً. فــــيما زخر القسم الثاني بسلسلة من اشهر الأفلام من السينما الأوروبية وسينما أميركا اللاتينية والسينما اليابانية والإيرانية وغيرها.
علياء أرصغلي، مديرة مؤسسة “شاشات” أشارت الى أنّ تأسيس هذه المكتبة يندرج ضمن خطة تهدف إلى زيادة الوعي السينمائي وتفعيل الثقافة السينمائية لدى الفلسطينيين. كما أنّها مقدمة للبدء في عروض النادي السينمائي الشهري... "لا نزال ننتظر الشحنة الثالثة والأخيرة من معهد السينما البريطاني، واكتمال مجموعتنا من الأفلام الكلاسيكية العالمية للبدء في تنظيم عروض سينمائية شهرية تشتمل على نقاشات وتحليل ونقد أيضاًوعن آلية عمل المكتبة، تؤكد أرصغلي أن المهتمين أو العاملين في القطاع السينمائي يستطيعون الافادة من الكتب وقراءتها في قاعة مخصصة لذلك. وفي ما يتعلّق بالأفلام، “فعلاوة على اقترابنا من تسيير فعاليات نادي السينما، يمكن الحضور إلى مقر المؤسسة في رام الله ومشاهدة الفيلم في قاعة خاصة” مشيرة إلى أنه لا يمكن إخراج هذه الأفلام من المؤسسة، حرصاً على عدم تلفها أو ضياعها، “إذ لم تكن عملية الحصول عليها سهلة على الإطلاق”. وأضافت أرصغلي أنّه يجري العمل حالياً على إنشاء قـــسم خاص بالسينما الفلسطينية، إضـــافة الى عمــــلية استكمال مجموعة كلاسيكيات السينما العربية.
وبسبب الظروف الصعبة التي يعيشها الشارع الفلسطيني، وتقطّع أوصال المدن، لا سيما في الضفة الغربية، عمدت "شاشات” الى تأسيس مكتبتين سينمائيتين في كل من مركز السلام في بيت لحم وجامعة النجاح في نابلس. وزُوّدت المكتبتان الأفلام والكتب العربية والأجنبية للتقليل من معاناة عشاق الفن السابع وإتاحة فرص أكبر للاختيار بين التوجه إلى رام الله، أو بيت لحم أو نابلس.
في نهاية الأمر، تأمل أرصغلي أن تتحول المكتبة إلى مرجع حقيقي للسينما الفلسطينية والعربية والعالمية، توفر للمهتمين الحصول على أفلام باتت نادرة... الا أنّ الأمر الأهم بالنسبة الى أرصغلي هو حفظ الذاكرة السينمائية الفلسطينية والعربية من الاندثار.