مهى زراقط
رون بن يشاي، أحد أشهر المعلّقين العسكريين الاسرائيليين كان في لبنان! تجوّل في ضاحية بيروت الجنوبية، ذهب إلى بنت جبيل ومارون الراس، ثم عاد إلى مقرّ صحيفته في اسرائيل ليكتب من هناك... ناشراً صورته بين خرائب الضاحية، ليؤكد وصوله إلى مكان الحدث.
الصورة في موضوع بن يشاي، هي بالتأكيد أهم ممّا كتبه وسيكتبه عن رحلته التي يتكتم عن تفاصيلها المهمة بالنسبة إلينا.
تقرأ مقالته على موقع صحيفة “يديعوت احرونوت” الالكتروني باللغة الانكليزية، فلا تجد فيها ما يدلّك على الطريقة “القانونية” التي سهّلت له الدخول. يقول إنه وصل على متن طائرة أردنية. سأل موظف الأمن في المطار “هل أنت شيعي؟” فأجابه غاضباً بأن يدخل ليرى الدمار الذي خلّفته إسرائيل في لبنان. يصف الدمار اللاحق بالضاحية الجنوبية لبيروت: “كأنها خارجة من زلزال قوته تعادل تسع درجات بمقياس ريختر”.
ويضيف الخبر الذي تورده وكالة “يو.بي.آي” نقلاً عن مقالته المنشورة بالعبرية، أنه أقام في فندق “الكومودور” في بيروت، وكان قد أقام فيه عام 1998، لكنه يبدو له اليوم الآن أكثر فخامة.
لا شيء في القانون يمنع حامل جواز سفر أوروبي أو أميركي من دخول الأراضي اللبنانية (في حين يمنع من ذلك أي مواطن عربي)، اللهم إلا إذا بذل المعنيون جهداً اضافياً، واكتشفوا أن بن يشاي صحافي اسرائيلي!
لم نعرف وفق أي أوراق ثبوتية دخل بن يشاي إلى لبنان؟ أي بطاقة صحافية قدّم للذين التقاهم كي يستطيع التنقل؟ هذا ما سيعلّمه على الأرجح إلى تلامذته في جامعة تل أبيب حيث يعمل محاضراً في الإعلام والصحافة.
يبقى أن نجد من يعلّمنا كيف نحمي لبنان من محاولات التسلل التي كان بطلها اليوم صحافياً اسرائيلياً دخل بكل هدوء ثم عاد من حيث أتى... فماذا عن زملائه الذين ما زالوا هنا؟ والذين ليسوا بالضرورة من الصحافيين؟