يعود نيشان ديرهاروتيونيان إلى دائرة الضوء عبر سلسلة “مايسترو” الرمضانية. هنا دردشة معه يدافع فيها عن البرامج الفنية، ويكشف بعض تفاصيل “أكيد أكيد مايسترو”، ويشنّ هجوماً عنيفاً على بعض الفنانين.جورج موسى

هذا العام، لن يشبه “أكيد أكيد مايسترو” الدورات السابقة من برنامج نيشان الرمضاني.
الــــــحرب الــــــتي وضــــــعت أوزارها على الـــــــشاشات الــــــعربيــــة، بـــــدّلـــــت كثيراً مــن ملامح الصـــــورة التــــلفــــزيونية، حتى الــــبرامج الفنــــية لن تــــــبقى على حالها.
في جعبة نيشان لمائدة رمضان، برنامج يتحدث عن الموت والحياة. يستضـــــيف فــــيه وجوهاً، تجلس في غالبيتها للمرة الأولى على طاولة الإعلامي اللبناني: نادية لطفي ونوال الســـــــعداوي ومحمد صبحي ومحمود درويــــش وغـــيرهم. وستخصص حلقات لـ“أبطال المعركة الإعلامية” ــ كــــما يسميهم ــ من ريما مكتبي ونجــــوى قـــــاسم إلى بــــشرى عبد الصمد وعباس ناصر ومي شدياق ومارسيل غانم... هؤلاء سيتحدثون عن تجربة غنية أثّرت في المشهد الفضائي العربي بعد فترة طويلة من الثبات. وسيحاور نيشان أيضاً إعلاميين من الغرب بدأ الاتفاق معهم من اليومو“أكيد أكيد مايسترو” صامد على شاشة “نيو تي في”، فالقناة متمسّكة بنيشان، وكما يؤكد: “علاقتي بهم لا تشوبها شائبة”. لم يكن صوت الإعلامي هذه المرة عادياً في حديثه إلى “الأخبار”. هو، وإن انتهت الحرب، ما زال يعيش قلقاً على المستقبل ويطرح ألف سؤال عن وضعنا في الشرق الأوسط. نبرة تشاؤم عالية تطغى على حديثه: “سأصل إلى بيروت بعد أيام. لم أهرب، كنت عالقاً في دبي التي زرتها قبل اندلاع الحرب. لم أذق طعم الراحة في الخارج، قضيت معظم وقتي مسمّراً أمام شاشة التلفزيون. لم أكن ألهو بل عملت جاهداً على المشاركة في جميع حملات التبرع الشعبية التي نظمت في دولة الإمارات. تنقلت بين معـــــظم الـــــشاشـــــات هــــــناك، واستخدمت موقعي كإعلامي للتأثير في الناس”.
ماذا عن الحرب؟ يعترف نيشان بأن صمود لبنان في وجه المحن أعطى دروساً للعالم عن الكرامة والشرف. لكنه لن يتحدث عن السياسة في البرنامج... “الإنسان هو هاجسي، هذه المرة أيضاً سنستهلّ الحلقات بتقارير إنسانية، إلا أنني لن أساير أحداً ولن ألوذ بالصمت. حان الوقت حتى نحاسب النجوم والفنانين. لم أتقبل بعد مواقفهم الباهتة. يعاني معظمهم إفلاساً فكرياً. لكنني سأضعهم أمام محكمة قاسية. كيف غنوا ووطنهم ينزف؟ لمَ لم يوظفوا أصواتهم لتأليب الــــــرأي العام على أعداء وطنهم؟ لن أهدأ قبل أن أصفّي حسابات لبنان معهم”.
لا يخشى نيشان توجيه الانتقاد إلى برنامجه الفني الذي سيعرض في فترة تشهد عودة البرامج الإنسانية إلى الفضائيات. يقول: “أهلاً بالانتقادات. ليكتبوا ما يشاؤون لكني مقتنع بضرورة تسيير الإعلام في وجهة مختلفة... لو استمرت الحرب كنت سأصوّر برنامجي في القاهرة أو دبي. أما اليوم، فـ“أكيد أكيد “مايسترو” سينطلق من لبنان. المــــثقفون ســـــيزوروننا تباعاً، ليتحدثوا من بيروت عن سحر هذه المدينة”.
ويتابع بحماس، وقد علا صوته: “نحن في لبنان، نتّقن أبجدية الألم. لذا على من يتحلّى بحسّ إعلامي أن يطوّع الألم ويحوّله بلسماً. وما أحوجنا إلى بلسم في هذه الفترة العصيبة. لا أتحدث عن نزع سلاح أي إعلامي... على الصحافيين إشهار أسلحتهم، كل منهم على الجبهة التي يراها مناسبة”.
يعترف نيشان بأن دور الإعلام تراجع، فهناك تهميش وتعتيم على هموم الشارع العربي واهتماماته، “إلا أنني أتوق إلى تقديم برنامج عربي يخاطب الغرب بلغته... سأتعلم العبري قريباً. أريد التوغل في عمق تفكير العدو الإسرائيلي. نحن الأرمن مثلاً، نتحدث اللغة التركية بإتقان. وأحلم بأن أترجم ثقافة العرب وظواهر مجتمعنا للغرب. الفرنسي والأميركي لن يبذلا مجهوداً كي يفهما لغة الضاد، لذا أحب أن أخترق الإعلام الغربي بلغته، وإلا سنتضارب بلغتنا ونبقى ندور في حلقة مفرغة، ولا يفهم علينا أحد، في وقت ينجحون هم في غسل دماغ العالم عبر سلاح اللغة الفتاك”.