نادر فوز
يلفت زوّار الضاحية الجنوبية الوجود اليومي لشاب يرتدي قميصاً أبيض وسروالاً بنّياً، وقد أطلق العنان للحيته. “يتعرّض” لمعظم الصحافيين الذين يقابلهم. يحمل حقيبةً كبيرةً على ظهره ويمسك نظارات شمسية بيده. يعرّف عن نفسه بـ“أحمد”، يقول إنه من التابعية الأردنية وإنّ حسّه الإنساني دفع به إلى لبنان للتطوّع في أعمال الإغاثة. لكنه اليوم يطلب بدوره المساعدة للعودة إلى وطنه: “بس شي عشرين دولار”. يلحّ على ذلك. “منين بجبلك مصاري” هي ردة الفعل التي يواجهها غالباً. ينتقل إلى حيلة جديدة، قائلاً إنه صحافي ويريد من شباب حزب الله أن يساعدوه، مدّعياً أنه تعرّض للسرقة أو فقد نقوده أو “انقطع من المصاري”. يفشل في ذلك أيضاً! يغيّر “مشروعه”. يريد بعض المال، “خمسة آلاف”، ليتمكّن من الوصول إلسى مخيّم “البرج الشمالي” في صور.
يعترف أخيراً بأنّه أتى من المخيّم، معتقداً بأنّ العمل في “الضاحية” يقابله المال لا التطوّع!