strong>تشييع شعبي وآخر رسمي في انتظار الوصية
القاهرة ــ «الأخبار»

بدا لافتاً أمس مشاركة وفد من جماعة الإخوان المسلمين في تشييع جنازة أديب نوبل الراحل نجيب محفوظ، بينما غاب الرسميون عن هذه الجنازة العسكرية، كما غاب عنها المواطنون العاديون، شعب مصر بسبب إجراءات الأمن المشددة. ورأى كثيرون أن الجنازة لم تكن لائقة بحجم محفوظ وقامته الإنسانية والأدبية، إذ لم يتجاوز عدد الحضور 300 شخص، من بينهم رئيس اتحاد كتاب مصر محمد سلماوي والروائيان جمال الغيطاني ويوسف القعيد، وثلاثتهم من الأصدقاء المقربين لصاحب الثلاثية.
وشُيِّع صاحب نوبل مرتين شعبياً ورسمياً بفارق ثلاث ساعات. شارك في الجنازة الأولى التي انطلقت من مسجد الحسين (تنفيذاً لوصيته) أصدقاؤه والمقربون منه وبعض أهالي حي الجمالية الشعبي، مسقط رأسه، بينما تقدم الرئيس المصري حسني مبارك جنازة عسكرية من مسجد آل راشدان في ضاحية مدينة نصر الأرستقراطية دامت خمس دقائق فقط.
وقال شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي الذي أم صلاة الجنازة في مسجد الحسين إنّ محفوظ عرّف العالم أجمع بالأدب المصري والعربي، بينما قال مفتي الديار المصرية محمد علي جمعة الذي شارك أيضاً في مراسم التشييع إن “محفوظ أحب مصر وشعبها وآل البيت وأخلص لعمله ووطنه.
وشهدت الجنازة الشعبية مشادة داخل مسجد الحسين بين أحد الصحافيين والأديب جمال الغيطاني، صديق الراحل، عندما طرح مراسل إحدى وكالات الأنباء على المفتي السؤال الآتي: “هل حضور شيخ الأزهر والمفتي ووزير الأوقاف جنازة محفوظ إنهاء للجفاء الذي ساد العلاقة بين الكاتب والمؤسسة الدينية؟”. أجاب المفتي بأنه “لم يكن هناك جفاء بل كان هناك افتعال له”. وأوقف جمال الغيطاني الحوار قائلاً إن “هذا الوقت ليس ملائماً لمثل هذه الأسئلة” طالباً من الحضور “إخراج الصحافي من المسجد”.
وشارك الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الأمين العام لـ “اتحاد الأطباء العرب”، وعضو مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان المسلمين في تشييع جثمان محفوظ، ممثلاً مهدي عاكف المرشد العام للجماعة، فيما أشار حسين محمد إبراهيم نائب رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان فى مجلس الشعب، إلى أن مشاركة الإخوان في جنازة الكاتب الراحل أمر طبيعي». وفي ما يتعلق بموقف الإخوان من رواية “أولاد حارتنا”، وهل مشاركة الإخوان في الجنازة معناه غض الطرف عمَّا جاء في الرواية، قال: “إن مشاركتهم جاءت لنجيب محفوظ الإنسان والأديب وصاحب المواقف التي يعلمها الجميع، من دون الخوضِ في رواية دار حولها كثيرٌ من الجدل”.
من جهة أخرى، أكد بعض المقربين من صاحب “الحرافيش” أن محفوظ ترك وصية رفضوا الإفصاح عما جاء فيها، في انتظار الوقت المناسب! وكان أشيع أن عميد الرواية العربية ترك الوصية في مكتبه في «الأهرام». وأكد محمد سلماوي أن الكاتب طلب في الوصية أن تؤول حقوق نشر أعماله الى زوجته وابنتيه.
وطالب رجل الأعمال نجيب ساويرس بتغيير اسم ميدان رمسيس، أكبر ميادين العاصمة المصرية، إلى ميدان نجيب محفوظ، على أن يوضع فيه نصب للكاتب الراحل. وفي 11 كانون الأول المقبل (ذكرى ولادة محفوظ)، سيقام مؤتمر في القاهرة عن أدب نجيب محفوظ ينظمه «اتحاد كتاب مصر» و«دار الشروق»،