شهدت الأيام الخمسة الأولى من رمضان العديد من الأزمات وردود الأفعال عليها في الساحة المصرية. بعضها كان بسبب غضب الجمهور من إعلان أو برنامج، والآخر يرتبط بما يجري داخل الصناعة نفسها، وهو ما لا يهتم به الجمهور كثيراً. يمكن وصف الأزمة بين «العدل غروب» وقناة «أون. تي. في» بالأغرب حتى الآن. في ثالث أيّام رمضان، أصدرت الشركة بياناً رسمياً قالت فيه إنّها تقدّمت ببلاغ للجهات المختصّة ضد إدارة شبكة قنوات ontv بتهمة بث مسلسلي «سقوط حر» (تأليف مريم نعوم ووائل حمدي، إخراج شوفي الماجري) و«فوق مستوى الشبهات» (تأليف عبد الله حسن وأمين جمال، إخراج هاني خليفة) من دون تعاقد مع الشركة التي تعد من أكبر شركات الإنتاج الدرامي في مصر. في اليوم التالي للبيان المثير للجدل، أكد المنتج جمال العدل أنّ «أون. تي. في» تحصل على الحلقات بعد بثّها على الإنترنت، معرباً عن دهشته من استخدام شبكة تتحول للنشاط الترفيهي، هذا الأسلوب وهي في بداية طريقها في هذا المجال. ولم تشهد الساعات الـ 24 التالية للبيان صدور أي بيان مضاد من «أون. تي. في»، رغم تصريح رئيس الشبكة عمرو رزق بأنّ هذا سيحدث. لكن علامات الاستفهام ظلّت موجودة حول الواقعة التي تعد الأولى من نوعها، خصوصاً أنّ قبل أسبوعين من رمضان على الأقل، نشرت ontv في شوارع القاهرة إعلانات لتسعة مسلسلات قرّرت عرضها في سباق رمضان، من بينها «سقوط حر» و«فوق مستوى الشبهات». فلماذا لم تحصل على الحلقات بالطرق الشرعية من الجهة المنتجة، ولماذا صمتت «العدل غروب» حتى اليوم الثالث من رمضان؟
اتهام ليلى علوي بإهانة سكان منطقتي منشية ناصر والجمالية
أزمة أخرى متعلقة بحقوق الملكية الفكرية برزت إلى الواجهة، حين أعلنت شركة «مزيكا» التابعة للمنتج محسن جابر ومجموعة «عالم الفن» أنّها ستقاضي الجهات المنتجة والشاشات العارضة لإعلاني «قطونيل» و SAIB Bank بسبب استخدام ألحان مملوكة لها، من دون الحصول على تصريح ودفع القيمة المادية المتفق عليها. إعلان ماركة الملابس الداخلية الشهيرة، لجأ إلى موسيقى أغنية «سوّاح» لعبد الحليم حافظ، وإعلان البنك استخدم لحن نشيد «الجيل الصاعد»، ولا يزال هذان الإعلانان مستمرّين على الشاشات. وتنتهي هذه الأزمة بالتصالح مع «مزيكا» أو انتظار شركة إنتاج الموسيقى الشهيرة الحصول على حقها عبر القضاء.
من جهته، دخل النائب في البرلمان ناصر مرجان على خط الأزمات بعدما هدّد بمقاضاة الفنانة ليلى علوي وأسرة مسلسل «هي ودافنشي» (تأليف محمد الحناوي، إخراج عبد العزيز حشاد) بتهمة سب وإهانة سكان منطقتي منشية ناصر والجمالية على خلفية جملة في المسلسل وصفت فيها علوي (تجسّد شخصية محامية) سكان هاتين المنطقتين بـ «البلطجية». طبعاً، من الصعب إقناع النائب المحترم بأنّ السياق الدرامي يحتمل أحياناً أوصافاً مماثلة. ومن المنتظر أن تنتهي الأزمة بعد هذه التصريحات التي يهدف النائب من ورائها إلى الظهور أمام أهالي دائرته بهيئة المدافع عنهم وعن سمعتهم. مع الوضع في الاعتبار أنّ أحداً لم يلتفت لما قالته علوي إلا بعد تصريحات النائب. المسلسل نفسه تعرّض لاتهام بالسرقة، لكن من طراز مختلف عن السائد. هذه المرة، لم يدّع سيناريست شاب أنّه قدّم الفكرة أو الحلقات إلى الشركة المنتجة كما يحدث عادة، بل إنّ المخرج عمر الإبياري نشر مقاطع من مشروع تخرّجه من أكاديمية الفنون «شقة ترد الروح» ممزوجة بمقاطع من المسلسل، يظهر فيها أنّ المواقف والحوارات شبه متطابقة رغم مرور أربع سنوات على إطلاق مشروع التخرّج. من ناحيته، يلتزم مؤلف «هي ودافنشي» محمد الحناوي الصمت حتى الآن.
أما الممثلة مي عز الدين، فقد استخدمت حسابها على فايسبوك للهجوم على إدارة شبكة قنوات «mbc مصر»، بعدما فوجئت بأنّ مسلسلها الجديد «وعد» (تأيف محمد سليمان عبدالمالك، إخراج إبراهيم فخر) معروض على قناة «mbc مصر 2» بدعوى استغلال جماهيريتها للترويج للقناة، مما اعتبرته عز الدين «ظلماً للعمل»، غير أنّها عادت وقالت في البوست نفسه إنّها قبلت التحدي وستثبت قدرتها على جذب الجمهور للقناة من بوابة المسلسل. اللافت أنّه رغم عرض مسلسل آخر هو «بنات سوبر مان» (تأليف كريم حسن، إخراج حسام علي) على القناة نفسها، غير أنّه نجح في جذب الانتباه من دون إعلان بطلاته عن غضبهن. علماً بأنّهن أقل نجومية من عز الدين.
أزمة أخرى مرتبطة بممثل لا ممثلة هذه المرّة وهو يوسف الشريف صاحب مسلسل «القيصر» (فكرة يوسف الشريف، سيناريو محمد ناير، إخراج أحمد نادر جلال) المعروض حصرياً على «أون تي في». غرّد الشريف عبر تويتر مطالباً جمهوره بوضع أي عمل درامي بما في ذلك «القيصر» في المرتبة الثانية بعد الصلاة والتعبّد، لتنقسم ردود الأفعال بين مرحّب باتجاه الممثل «المتديّن»، وبين ناقد لتوجيه الجمهور بهذه الطريقة والتعامل مع الدراما كأنّها تتعارض مع «الإيمان».
من المسلسلات إلى البرامج ثم الإعلانات، حيث بدأ الهجوم السنوي على رامز جلال منذ الحلقة الرابعة من «رامز بيلعب بالنار». استضافت الحلقة الممثلتين الكوميديتين دينا محسن وشيماء سيف، وشهدت تعليقات من رامز على وزنهما الزائد على طريقته المعتادة. أمر أشعل حملة تعليقات غاضبة ضده، خصوصاً من السيّدات. علماً بأنّ هناك من دان محسن وسيف لأنّهما وافقتا على عرض تلك التعليقات.
على خط موازٍ، تتصدّر اهتمام جمهور الإعلانات حملة خاصة بماركة ألبان شهيرة استخدم صنّاعها أطفالاً رضّع يتحدّثون مع بعضهم حول الفرق بين الرضاعة الطبيعية والماركة الشهيرة، مع ظهور مصطلح «الدوندو» أي «ثدي الأم»، لتنطلق حملة غاضبة خصوصاً من هؤلاء الذين لم يكونوا على دراية بمعنى المصطلح نفسه من قبل.

* «سقوط حر»: 21:00 على cbc
* «فوق مستوى الشبهات»: 18:00 على «الحياة»
*«هي ودافنشي»: 00:00 على «النهار دراما»
*«وعد»: 21:00 على «mbc مصر»
*«القيصر»: 20:00 على ontv
* «بنات سوبر مان»: 20:00 على «mbc مصر»