وهران | مع إسدال الستار على دورته الثامنة أخيراً، يؤكّد «مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي» أنّه ما زال رهينة للارتجالية وسوء التنظيم اللذين ظلّ يتخبّط بهما منذ رحيل محافظه السابق، حمراوي حبيب شوقي. لم يسعف الحظّ ولا الوقت محافظه الجديد، الشاعر إبراهيم صدّيقي، في إنجاز دورة بالمستوى الذي وعد به، بسبب الأخطاء التي تخلّلت الفعاليات.
بدأ الحدث الذي حملت دورته الجديدة شعار “الواقع في دور البطولة”، وسط جوّ ساده سوء التنظيم، وتكرّرت ظاهرة اعتادها جمهور المهرجان في الدورات السابقة، وهي انسحاب عدد من المدعوين إلى حفل الافتتاح، من نجوم الشاشة العربية، بسبب عدم توافر المقاعد في قاعة المؤتمرات في فندق “ميريديان” في وهران. وازداد الأمر سوءاً اعتداء المغني الشاب عبدو درياسة (نجل الفنان رابح درياسة) على صحافيّة جزائرية، ما خلّف استياءً كبيراً عند من حضر الحادثة من فنانين وصحافيين. ثمّ انتهى الأمر بفوضى في حفل الاختتام الذي تميز بإغفال جائزة أحسن إخراج من دون تقديم توضيحات عما إذا تم حجبها.
وغاب عن المهرجان عدد من الضيوف الذين أُعلن حضورهم في بدايته، أبرزهم نور الشريف (جائزة أحسن ممثّل)، ونجوم مسلسل “حريم السلطان” الذين كان بلدهم ضيف شرف الدورة الثامنة، في حين مرّ يحيى الفخراني على الهامش، وحضر إلى وهران ثم غادرها، كأنه لم يحضر.

شهدت الدورة ارتجالية
وسوء تنظيم

أما جائزة “القلم الذهبي” التي قيل إنها ستُمنح لأفضل مقال في النقد السينمائي، فكادت أن تحدث فضيحة بسبب التكتّم عليها وعدم الإعلان عنها وعن تفاصيل المشاركة فيها إلا في اليومين الأخيرين. وكان واضحاً أن الأمور حُسمت بشكل غير “ديمقراطي”، قبل أن تتدخّل إدارة المهرجان لتمدد آجال المشاركة فيها وتؤجل إعلان نتائجها.
وفي ما يتعلّق بالجوائز، عادت الجائزة الكبرى “الوهر الذهبي” لفيلم “جوق العميين” لمحمد مفتكر (الأخبار 8/6/2015) الذي يروي قصّة طريفة لفرقة موسيقية شعبية يتظاهر عناصرها بالعمى ليتمكنوا من إحياء حفلات في أماكن خاصة بالنساء. ومنحت جائزة لجنة التحكيم للفيلم الجزائري “راني ميت” لياسين بلحاج. وافتكت الممثلة السورية صباح الجزائري جائزة أفضل ممثلّة، عن دورها في فيلم “الأم” لباسل الخطيب، وعادت جائزة أفضل ممثّل لنور الشريف عن فيلم “بتوقيت القاهرة” لأمير رمسيس.
وعادت جائزة “الوهر الذهبي”، في فئة الأفلام القصيرة للفيلم التونسي “فتزوج روميو جولييت” لهند بوجمعة، ويتناول الفيلم الرتابة التي تصيب الحياة الزوجية وغياب الرومانسية بعد حياة كانت مفعمة بالحب. وتوّج وثائقي “أنا مع العروسة”، بجائزة “الوهر الذهبي” في فرع الأفلام الوثائقية. الفيلم الذي أخرجه الفلسطيني خالد سليمان الناصيري والايطاليان غابريال ديل غراندي وأنطونيو أوغوغليار، يقارب الهجرة غير الشرعية لسوريين وفلسطينيين باتجاه أوروبا في ظل الأحداث التي تشهدها سوريا.
وكانت الدورة الثامنة قد عرفت مشاركة 38 فيلماً من 17 دولة عربية بينما تم تخصيص جانب كبير من التظاهرة للاحتفاء بالذكرى الستين بثورة التحرير الجزائرية بعرض أبرز الأفلام الثورية.
هكذا إذن، مرت الدورة الثامنة بأقل الخسائر، وكانت رهاناً شخصياً للمحافظ الجديد، الذي اعترف بأخطاء وهفوات الدورة ووعد بعدم تكرارها، معلناً دورة استثنائية خلال هذه السنة في مدينة قسنطينة التي تحتضن تظاهرة “عاصمة الثقافة العربية 2015”.




مهرجان دمشق السينمائي إلى الجزائر؟

أبدى المسؤولون على الشأن الثقافي في الجزائري اهتماماً باستضافة «مهرجان دمشق السينمائي» الذي توقف منذ سنوات بسبب الأزمة التي تعيشها سوريا. ويبدو أنّ مهرجان وهران كان مناسبة سمحت بالتنسيق بين الطرفين الجزائري والسوري الذي كان حاضراً بقوة في فعاليات الدورة الثامنة، من خلال عدد من الوجوه السينمائية والتلفزيونية.
ورحبت الممثلة السورية سلاف فواخرجي باقتراح احتضان الجزائر لـ «مهرجان دمشق السينمائي» الذي طُرح خلال «مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي».
وقالت الفنانة السورية، في كلمة ألقتها باسم ضيوف المهرجان في الحفل الختامي، إن مجرد بروز هذه الفكرة «يعكس مدى تضامن ووقوف الجزائر مع الأوطان العربية وهي الميزة التي اتسمت بها الجزائر منذ تاريخ بعيد باعتبارها بلد النضال والمواقف البطولية التاريخية».
وعبرت الممثلة عن سعادتها بالاهتمام الذي حظيت به السينما السورية في هذا الطبعة من المهرجان التي تميزت، حسبها، بتعبيرها وانشغالها بجميع قضايا الأمة العربية.