كان يُفترض أن تستغل شركة cut للإنتاج (رضا الحلبي) العرض الذي قدّمته لها osn وبيع مسلسلها «هوا أصفر» (كتابة علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج أحمد إبراهيم أحمد)، ولو بعرض أوّل مشفّر قبيل رمضان، على أن يعاد بيعه في رمضان للمحطات المفتوحة. لكن العقد لم يكتمل. اختارت الشركة تأجيل بيعه، وقد تشتريه المحطة ذاتها، على أن تباشر عرضه مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل. العمل ـــ بحسب تصريحات صنّاعه السابقة لنا ــ يأخذ من الهوى ما يعنيه من حالة الحبّ في أعلى درجاته، ثم يتّجه في قصته نحو أمراض فتّاكة تشبه الطاعون الذي اجتاح سوريا! وفقاً لذلك، يمكن أن تخرج الحكاية من منطقها الروائي لتصل إلى حالة تشريحية خالصة يسوّرها المزاج التصاعدي والحبكة الرصينة. عملية تشبه مبضع جرّاح يقتحم كواليس المنطقة العربية بأسرها، ويحلّل سبب غياب السعادة عن غالبية البيوت من خلال أربع شخصيات رئيسية هي: شغف (سلاف فواخرجي)، وسوار (وائل شرف) اللذين يجدان نفسيهما وسط دوامة صراعات محتدمة، في مواجهة كريم (يوسف الخال) المهووس بالفوز بما يريد مهما كان الثمن. بالتوازي مع ذلك، نتابع رحلة صعود أمير (يامن الحجلي) من القاع، نحو طموحٍ لا يعرف حدوداً. العمل الواعد جوبه بسوء التسويق، مثل غالبية المسلسلات السورية، على الرغم من تقديم الشركة الحديثة العهد سوية إنتاجية عالية، وتمهيد الأرض بما يلزم للتسويق. بمعنى أنها استقدمت عدداً من نجوم الصف الأوّل، وتبنت التوليفة السورية اللبنانية، وصرفت بسخاء على شغلها، إلا أنها وصلت إلى طريق مسدود، ولم يكن أمامها سوى خيارين: إما البيع بأسعار مهينة، أو تأجيله إلى إشعار آخر. هكذا، كان لا بد من التوقف عند تجربة مدير شركة cut، بخاصة أنه سبق أن خاض الإنتاج قبل اندلاع الحرب، وعاد مرّة ثانية في هذا الموسم ليتحدى شروط السوق عساه يخترق أيّ مقاطعة مفترضة. في حديثه مع «الأخبار»، يقول المنتج السوري رضا الحلبي: «جرّبنا إنجاز مادة درامية تحترم ذوق المشاهد وعقله. لذلك، يمكننا ببساطة الاحتفاظ بمادتنا في الأشرطة عامين وثلاثة إن لم نتمكّن من تحصيل سعر مقبول. الحد الأدنى من المنطق يملي علينا ذلك، وهو أفضل بأشواط من البيع بأسعار رخيصة فيها إهانة للشركة وللجهد المبذول».
وعما استخلصه بعد جولاته على المحطات، يوضح: «لم يعد خافياً على أحد أن الحرب ضد سوريا تطاول كل ما يمكنه أن يلمع فيها، وقد سمعنا من المحطات كلاماً واضحاً يقول: توجيهاتنا ألا نتعامل مع المنتج السوري نهائياً».
وعن الحلول الممكنة، يفصح: «في أكثر من اجتماع رسمي، رددت أمام مسؤولين سوريين أن الدراما صناعة ثقيلة. لذا فهي تحتاج دعم الدولة، بتأسيس شراكات مرضية مع القطّاع الخاص، وشراء الأعمال للمحطات السوية بأسعار موضوعية، إضافة إلى العمل على فتح سوق محلية. خاصة أن الحلقة الأضعف اليوم تتمثّل بالمنتج على اعتبار أن البقية يعملون بأجور مبالغ فيها بالنسبة إلى بعض النجوم». وعن إمكانية أن يكون فشل التجربة الأولى تسويقياً، سبباً في إنكفاء الشركة وابتعادها عن السوق يردّ: «لن نعتزل العمل بعد أوّل جولة، لكن المؤكد أننا سنخوض تجارب بتكاليف إنتاجية معقولة يمكن إعادة دورة رأس المال فيها بعد البيع الأوّل أو الثاني. ولأكون صريحاً، نحن كشركة حديثة يفترض أن نصرف تكاليف دعاية وإعلان. لذا يمكننا أن نقدّم عملنا الاوّل هديّة للمحطات كنوع من الدعاية لاسم الشركة من دون أن نهوي صوب بيع أعمالنا بطريقة مؤذية لاسم الدراما السورية وسمعتها».