الى جانب شركات الإحصاء، واستمزاج الناس على وسائل التواصل الإجتماعي، لمعرفة آرائهم بالأعمال الرمضانية المعروضة هذا العام، وخلق فضاء من الانطباعات حول نجاحها أو إخفاقها، وتأثيرها بالتالي على الرأي العام، وشركات الإنتاج على حدّ سواء، يطلّ الحساب الساخر «عديلة»، تحديداً على منصة «إنستغرام» حيث ينشط بشكل أكبر، ليشكل حالة خاصة، قد لا تمسّ بأي معيار لتقييم المسلسلات الرمضانية. لكنه بالتأكيد يترك تأثيراً على المتابعين/ ات. الحساب الوهمي الذي يتخذ من الفنانة البريطانية أديل اسمه (معرّباً)، ومن صورها الفوتوغرافية والتعديل عليها (عبر فوتوشوب)، استطاع خلال عام ونيف تقريباً حشد نسبة متابعة عالية، واستدراج كبار نجوم الغناء والتمثيل على حدّ سواء، للتعليق والوقوف على الآراء والمواقف التي تدلي بها هذه الشخصية الوهمية. اليوم، وصل عدد المتابعين على «انستغرام» الى أكثر من 800 ألف، بما سيقارب خلال أشهر قليلة المليون متابع/ة،. وها هي «عديلة»، منذ بدء شهر الصوم، تنشر فيديوات قصيرة، بعضها ساخر، وبعضها الآخر بمثابة تمجيد بأبطال عمل رمضاني محدّد. بطبيعة الحال، وفي الفترة الأخيرة تقريباً، غابت المعايير المنطقية لتقييم الأعمال أو الشخصيات العامة في هذه الصفحة، لصالح فسحة بسيطة من العلاقات العامة، بدأت تنسجها مع نجوم لهم ثقلهم في عالم الدراما أو الغناء، أو حتى مع أسماء من عالم التجميل كبسام فتوح، الذي دخل على خطّ الصفحة الساخرة، وروّج لمجموعة مستحضراته، مستغلاً عدد المتابعين/ ات الضخم، عبر الطلب منهم الدخول الى صفحته الخاصة، والتفاعل معها. كما بات معلوماً انحياز «عديلة» لكل من نادين نجيم، وهيفا وهبي، وغيرهما، إذ بات كل ما تقدمه النجمتان وغيرهما «ترفع القباعة له»! أخيراً، نشرت «عديلة» صوراً لوهبي، من عملها «لعنة كارما». وقبيل إطلاق أي تقييم مهني من قبل أهل الصحافة، أعطت «عديلة» رأيها بالقول إن «المكتوب بينقرا من عنوانه»! في مقابل التباس معين حول إعطاء رأي نهائي بالعمل أو بالممثل/ة، مثلاً، راحت «عديلة» تسخر من مشهد أدّته كارين رزق الله، منتحبة على إبنها الصغير الذي فقدته في إنفجار، لكنها اشادت بعملها «ومشيت» (يعرض على mtv)، وتحديداً المشهد الذي لاقى سخرية عارمة من الناشطين/ات، في اللعب على الكلام بين «سيدريك برا»، و«صدرك برا». علماً أن المشهد المذكور لاقى انتقاداً واسعاً لخروجه عن سياق العمل الذي لا يحتمل البتة نكهة كوميدية ولو بسيطة. وفي ما يتعلق بماغي أبو غصن وعملها الرمضاني «جوليا» (يعرض على lbci)، الذي بدوره يتعرض لانتقادات واسعة، لما يحمل من مبالغات في الكوميديا والمواقف، وخفة في التوجه الى الجمهور، بررت «عديلة» أخطاءه بالقول بأن ما يشفع لـ «جوليا» أنها تعاني في المسلسل من «اضطراب نفسي»! وهذا بالطبع، لا يمكنه أن يبرر فداحة العمل الكوميدي الرمضاني.