منذ باكورتها «العين الأكثر زرقة» (1970)، دأبت الروائية والباحثة الأميركية الأفريقية توني موريسون (1931) على تفكيك صفة «الآخر» وفصلها عن طابعها الترهيبي المعهود، انطلاقاً من عمق معرفتها بتحديات الواقع الأميركي وأذياله التاريخية. في النسخة الفرنسية من كتابها البحثي الأخير «أصل الآخرين» (2017) الصادر أخيراً بطبعته الفرنسية عن «دار كريستيان بورجوا» المتخصصة في ترجمة الآداب العالمية، تنبش الروائية الحائزة جائزة «نوبل» عام 1993 التاريخ الأدبي المعاصر، متطرقة إلى روايات لرائدين كوليم فوكنر، إرنست هيمنغواي وغيرهم، لتفنّد ما يتخللها من اختلال في مفاهيم العبودية والعنصرية العرقية ضمن ستة نصوص مقتضبة. يُذكر أن العمل الذي يضم مجموعة من محاضرات سبق أن ألقتها موريسون في «جامعة هارفارد» عام 2016 كجزء من دورة بعنوان «أدب الانتماء»، يكاد يكون جزءاً ثانياً لكتابها الأسبق «اللعب في الظلام» (1992).