Resurgence (انبعاث)، هو الاسم الذي اختاره تنظيم «القاعدة» للمجلة الإلكترونية الناطقة بالإنكليزية التي سيُطلقها قريباً. قبل يومين، أعلنت «هيئة الإذاعة الوطنية» الأميركية (nbc) أنّ مؤسسة «السحاب» للإنتاج الإعلامي، التابعة لـ«القاعدة»، نشرت شريط فيديو (دقيقة) على «يوتيوب» للترويج للمشروع الجديد (متوافر على موقعنا). علماً أنّ «السحاب» هي المجموعة التي بثّت على مدى سنوات رسائل صادرة عن أيمن الظواهري، زعيم التنظيم الإرهابي. وفي 9 آذار (مارس)، غرّدت المؤسسة على حساب يُنسب إليها على تويتر، واعدة بـ«مفاجأة»، واصفةً نفسها بـ«عملاق الإعلام الجهادي».
استخدم الفيديو صوت الناشط والسياسي الأميركي مالكولم إكس، الذي اغتيل عام 1965 في خطابه الشهير، الذي قال فيه «تكلّموا اللغة التي يفهمونها». جمع الفيديو بين صوته وصور لجنود أميركيين، ومسلحين إسلاميين، ولهجوم على قاعدة أميركية في أفغانستان، إضافة إلى أخرى من تفجيري ماراثون بوسطن في نيسان (أبريل) 2013.
خبير الجماعات الإرهابية في nbc، إيفان كولمان، رأى أنّ أسلوب الفيديو يدل على أنّ Resurgence «مستوحاة من المجلة التي يصدرها «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» تحت اسم Inspire (ألهم) التي يرأس تحريرها الجهادي سمير خان». وهو أحد «أخطر» فروع «القاعدة»، بحسب الإدارة الأميركية. وتابع كولمان قائلاً إن الشبه يطاول «كل شيء تقريباً. من شكل الأحرف ولونها وحجمها، مروراً بالغرافيكس، وصولاً إلى استخدام أصوات معروفة وصور». ويرى الخبير أنّه من الواضح أنّ «القاعدة» يحاول «تجنيد أشخاص من داخل الولايات المتحدة».
كما nbc، توقفت الـ«تلغراف» والـ«إندبندنت» البريطانيتان عند توقيت الإعلان عن المجلة الجديدة، الذي أعقب تشديد الولايات المتحدة مراراً على تعرّض «القاعدة» لـ«ضربات موجعة» في غرب باكستان خلال السنوات الماضية، فضلاً عن اغتيال الزعيم السابق للتنظيم أسامة بن لادن.
ونقلت الصحيفتان رأي خبير آخر في الجماعات الإرهابية يدعى ماغنوس رانستروب، يعمل لدى «كلية الدفاع القومي السويدية». الأخير أوضح أنّ الهدف «واضح»، ويتمثّل في «استقطاب الشباب في أوساط المهاجرين، واستخدام التوتر الاجتماعي لتبرير العنف»، مشيراً إلى أنّ البساطة في الإعلان ترمي إلى «التركيز على المشاعر الخام لدى من يشعرون بأنّهم ضحايا في العالم الإسلامي، مما يعزّز رواية «القاعدة» وحربه الشرسة مع الغرب». وعن استخدام الإنكليزية، يعتقد رانستروب أنّه لمخاطبة «الأجيال الجديدة التي قد يكون جزءاً كبيراً منها لا يجيد غيرها». من جهة أخرى، رجّح الخبير أنّه قد يكون للمسألة علاقة بالمأزق الذي تعيشه الجماعات التابعة لـ«القاعدة» في سوريا، وخصوصاً «في ظل سيطرة «داعش» على الأرض».
في ظل كل هذه التحليلات، يبدو أنّ «السحاب» مصرّة على إحداث «نقلة نوعية» على خط اللغة الإنكليزية، وفي ما يتعلّق بدفع «الجهاديين الشباب إلى تنفيذ عمليات إرهابية في بلادهم»، وفق تحليل نشره أخيراً مركز «إنتل» الأميركي المعني بجمع المعلومات لمكافحة الإرهاب.

يمكنكم متابعة نادين كنعان عبر تويتر | @KanaanNadine

)