كان المدير العام لـ«تلفزيون لبنان» طلال المقدسي، يعلم جيداً أن قناة beIN Sports سترفع دعوى على شاشته قبل سفره إلى الخارج، وتطالبه بوقف عرض مباريات كأس العالم التي تُجرى حالياً في البرازيل (الأخبار 17/6/2014). بالفعل، تحقّقت توقّعات المقدسي، ورفعت المحطة القطرية دعوى تقضي بموجبها وقف عرض المباريات. هذه الخطوة المفاجئة والسريعة، فتحت الحرب بين القناة القطرية وزميلتها اللبنانية.
ورأى مصدر داخل «تلفزيون لبنان» أنّ الدعوى ضدّ الشاشة اللبنانية هي بمثابة دعوى ضدّ لبنان كلّه، لأنها تستهدف محطته الرسمية. ويضيف المصدر أنّ أسباب رفع الدعوى هي احتكار beIN Sports للمونديال، وانزعاجها من نجاح «تلفزيون لبنان» في نقل الحدث. كذلك تسعى الشاشة القطرية إلى حرمان المشاهدين في المناطق النائية متابعةَ الحدث الرياضي. ويوضح المصدر أنّه في غالبية قرى الجنوب والبقاع والشمال، لا محطات لتوزيع الصحن اللاقط على المنازل كافة، فوجد أهلها في «تلفزيون لبنان» متنفّساً لهم لمتابعة المباريات.
في حديث لـ«الأخبار»، يلفت طلال المقدسي إلى أن «الدعوى القضائية رفعتها القناة القطرية لدى قاضي الأمور المستعجلة في بيروت، وحدّد اليوم صباحاً (9:00) موعداً للنظر في القضية في قصر العدل في بيروت. وسيحضر محامو «تلفزيون لبنان» الجلسة بكل ثقة، على أمل التوصل إلى حلّ يُرضي اللبنانيين». وأوضح المقدسي: «وصَلت الدعوى القضائية يوم الجمعة الماضي إلى القناة، لكن لم يكن هناك مَن يتسلمها، لذلك تم تبليغنا بالخطوة». يشعر المدير العام لـ«تلفزيون لبنان» بثقة من خطوة نقله للمونديال، قائلاً «إن المباريات أثلجت قلوب اللبنانيين الموجودين في مناطق بعيدة. القانون الدولي والمحاكم الأوروبية أقرّت بأن مشاهدة المونديال حقّ من حقوق المواطنين، فكيف نغض الطرف عن ذلك؟».

حدّد صباح اليوم
موعداً للنظر في
القضية في قصر العدل

وعند سؤال المقدسي لماذا قرّرت قناة beIN Sports رفع الدعوى حالياً بعد مرور أيام على بثّ الحدث؟ يجيب: «لا أعرف، هم من يملكون الجواب فقط. لقد تواصلت سابقاً مع beIN Sports وسألتهم عن مطالبهم لكي يتمكّن «تلفزيون لبنان» من نقل المبارايات، لكنّ جوابهم كان دوماً: قدّموا لنا عروضكم». وعن توقعاته لجلسة اليوم، يجيب المقدسي بابتسامة: «سأدافع عن حقوق اللبنانيين بكل عزم. نحن نبثّ عبر تردّداتنا وأجوائنا اللبنانية، ولم ننقل المونديال عبر beIN Sports أو شركة «سما» الوكيل الحصري لتوزيع القنوات القطرية في لبنان». ويصرّ المقدسي على مواصلة نقل المونديال الذي كان بمثابة انتصار للبنانيين، لافتاً إلى أنه يتابع القضية عن قرب، وأنّ المبارايات ستكمل بثّها كما جرت العادة. إذاً، معركة جديدة يخوضها «تلفزيون لبنان» ضد المحطة القطرية التي تسعى للاحتكار، فهل يتابع اللبناني المونديال على شاشته أم ينتصر الظالم على المظلوم؟