مقالات مرتبطة
-
«فاشلين» بالبرامج؟ نزار نمر
السؤال الذي يطرح نفسه بعد الحلقة هو من نوعية: «ماذا بعد؟». ما هي الخطوات اللاحقة للثنائي المتحرر من سطوة الفشل؟ من هي الجهة التي ستقرر له خطواته التالية؟ ارتباطاً أو انفصالاً أو بقاءً للأمور على ما هي عليه؟ ماذا عن خيارات الكائنات البشرية المستجدة المتوقّعة جراء ظرف مماثل؟ هل ستستمر الحياة محافظة على صيغة اختبارات متصاعدة المستوى؟ يقول مقدم البرنامج إنه لا هو، ولا المحطة التلفزيونية سيكون لهما دور في ما يحصل لاحقاً، أي إن الثنائي الناجح سيُترك لمصيره في مهب النجاح.
البديهي أن لكل مشارك في البرنامج سيرته الذاتية التي تتوزع بنودها بين نجاح وإخفاق وإنجاز وإحباط. لكنّ البرنامج يصر على الاستثمار في الفشل وحده. ولا يمكن لذلك الخيار أن يكون بريئاً: الفاشلون هم الأكثر استعداداً لركوب الموجة مهما كان وعدها بالنجاة ضئيلاً.
تقول إحدى المشاركات في البرنامج إنها لا تؤمن بالحب، وترى أن لا وجود له، وتؤكد أنها تبحث فقط عن رجل بجيوب ملأى. البديهي أنه لا يسعها أن تكون فاشلة في أمر لا تعترف بوجوده أصلاً. لكنها ترتضي التعريف بالفشل كمعبر محتمل نحو الهدف الأسمى المرتبط بانتفاخ الجيوب. وتوضح ثانية أنها عقلانية لا تولي قلبها الكثير من الإصغاء. وهي عبارة ملطفة يمكنها أن تعني ما قالته الأولى وفق صيغة أقل مباشرة، فيما تحسم الثالثة الأمر وتقول رداً على سؤال حول رأيها بالسوشل ميديا بأنها «أصبحت كل شيء، وهي توصلك إلى حيث تريد».
هنا لا يعود ضرورياً التعمّق في تحليل البرنامج والبحث عن الخفايا والخبايا التي جعلته ممكناً: ثمة جهة إنتاجية ترغب في إنجاز عمل تلفزيوني قابل للتسويق، تقابلها حفنة من الشباب الباحث عن منفذ من الأزمة الاقتصادية الخانقة.