القاهرة جاءت تجربة غادة عبد الرازق في «السيدة الأولى» (تأليف عمرو الشامي، وياسر عبد المجيد، وإخراج محمد بكير) أقلّ من المتوقع. الممثلة التي قدّمت «مع سبق الإصرار» (إخراج محمد سامي) قبل عامين، لم توفّق في اختياراتها اللاحقة، رغم أنها سارت على نهج مختلف في «السيدة الأولى»، لكن النجاح لم يكن حليفها، وسط صراع على لقب الأفضل في رمضان.
طموح غادة في الحصول على لقب السيدة الأولى إعلاميّاً، كان أحد أسباب إطلاق الاسم على العمل الذي يُعرض حصرياً على cbc، ويتناول قصة مريم التي تتزوّج من الرئيس بعد وقوفها إلى جواره في حملته الانتخابية. لم تظهر بطلة فيلم «ركلام» باعتبارها سيدة أولى ترغب في خلافة الرئيس، فرجل الأمن كان يحذّرها من أن المجتمع لن يقبل أن تكون رئيسته سيدة، وأن هذه التجربة التي نجحت في الغرب لا يمكن أن تطبّق في المحروسة حالياً. لم تنجح الممثلة المصرية في الإلمام بتفاصيل الشخصية التي أدّتها، فجاء أداؤها مضطرباً في مشاهد عدّة، ومتعجّلاً في مشاهد أخرى. كما أن الممثل ممدوح عبد العليم العائد بعد غياب، لم يوفق بإطلالته في تجسيد دور الرئيس بشكل جيد، فبدا كأنه سنيد للبطلة التي تتذكّر صعودها خلال الأحداث. لا يبدو أن نجمة «زهرة وأزواجها الخمسة» نجحت في تجربتها الجديدة، صحيح أن المسلسل لا يمكن وصفه بالفاشل، علماً أنّ رامي عبد الرازق الناقد في موقع «الوطن» وصفه بالأسوأ. كذلك جاء تقدّم عدد كبير من المسلسلات في السباق ليجعل «السيدة الأولى» يستقرّ في منطقة الوسط. كما أرسل زوجها محمد فودة بياناً باعتباره مستشاراً إعلامياً لقنوات cbc، يؤكّد فيه أن «السيدة الأولى» تصدّر نسبة المشاهدة على المحطة، ومتفوّقاً على باقي الأعمال التي جاءت متصدّرة في استطلاعات الرأي التي أجرتها جهات خارج المحطة. في المقابل، هناك إجماع على تصدّر «الكبير قوي» (إخراج أحمد الجندي) و«السبع وصايا» (المؤلف محمد أمين راضي) نسب المشاهدة، وهما أيضاً يُعرضان على الشاشة نفسها. فودة لم يستغلّ فقط موقفه داخل قنوات cbc، بل زاد الأمر عبر كتابة مقالات عن نجاحها في جريدة «اليوم السابع»، لتكون هذه ربما المرة الأولى في الوسط الفني الذي يكتب فيها زوج مقالات نقدية إيجابية عن زوجته. وصف فودة غادة بـ«سيدة الدراما الأولى»، بدلاً من لقب «فينوس الدراما المصرية» الذي أطلقه عليها العام الماضي. لم تنجح الإشادات من الزوج الذي يبدو أنه لم يشاهد العمل في إحداث حالة من الزخم حوله أو جذب المعلنين له مقارنة بـ«الكبير قوي» الذي يعرض قبله، ويحقق دقائق إعلانية تصل إلى 30 دقيقة تقريباً. في المقابل، لم يتجاوز «السيدة الأولى» 20 دقيقة في الفواصل. كالعادة، غطّى نجاح الشارة التي أدّتها الفنانة السورية أصالة على المسلسل، كما حدث العام الماضي عندما غّنت شيرين عبد الوهاب شارة «حكاية حياة» (تأليف أيمن سلامة)، فعلقت الأغنية في الذاكرة وتراجع المسلسل نفسه.
تبدو غادة بحاجة إلى مراجعة حساباتها جيّداً قبل الموافقة على أيّ عمل جديد. ومن المفروض أن تقدّم مسلسل «شجرة الدر» في رمضان المقبل بميزانية ضخمة، نظراً إلى طبيعة العمل التاريخية التي تحتاج كلفةً كبيرة مقارنة بأعمالها الاجتماعية. فهل تنجح عبد الرازق في الدراما التاريخية، أم تكتفي بمشروع يمرّ مرور الكرام وبمقال نقديّ إيجابي يكتبه زوجها؟



«السيدة الأولى» 21:00 على قناة cbc