القاهرة | هذه المرّة، تبدو أزمة صافيناز (الصورة) جدية، بعدما دخلت على خطّها وزارة القوى العاملة والهجرة. الراقصة الأكثر شهرةً في مصر حالياً، مهدّدة بالإبعاد عن المحروسة خلال أيام. بين الأزمات السابقة التي تعرّضت لها الراقصة الأرمنية «صوفي نار» الشهيرة بـ«صافيناز»، والأزمة الحالية اختلاف رئيسي.
اختلاف يتمثّل بدخول الحكومة على الخط للمرّة الأولى، إذ لفتت وزيرة القوى العاملة والهجرة، ناهد العشري، إلى أنّ مطالبتها بترحيل صافيناز «إجراء اعتياديّ يحدث مع كل الأجانب غير الحاصلين على ترخيص»، موضحة أنّ «الموضوع أخذ أبعاداً أخرى، لأنّ صاحبة القضية راقصة معروفة».
قبل ذلك، كان الأمر يتعلّق بخلافات قانونية مع جهات تعاقدت مع الراقصة قبل الشهرة، وجاءت لتطالب باحتكارها بعدها. لكن الآن الأمر يتعلّق باتهام راقصة فيلم «القشاش» (إخراج إسماعيل فاروق) بـ«إهانة رمز الدولة، أي العلم المصري».
بدأت المشكلة عندما رقصت صافيناز في إحدى حفلات عيد الفطر مرتديةً فستاناً يحمل ألوان علم مصر: الأحمر، والأبيض، والأسود، ما اعتبره كثيرون إهانة غير مقبولة.
انطلقت الحملة المعارضة عبر تعليقات هجومية تطالب بإبعاد الفنانة، قابلها ردود من صافيناز، كان آخرها ضمن برنامج «مصر الجديدة» مع معتز الدمرداش على قناة «الحياة 2». قالت الراقصة الشهيرة إنها لم ترتدِ العلم خلال الرقص، بل فستاناً يحمل ألوانه، موضحةً أنّ الهدف كان «تشجيع السياحة». لكنّها في النهاية اعتذرت لمن رأى في المسألة إساءة غير مقصودة.
اعتذار صافيناز لم يمنع المتحدث باسم وزارة القوى العاملة والهجرة، ياسر الشربيني، من التصريح بأنّ الوزارة طالبت الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لترحيلها، معللاً ذلك بأنّ «الراقصة تزاول مهنة الرقص من دون ترخيص، إضافة إلى عدم مطابقة بدلات رقصها للمواصفات التي حدّدتها لجنة الرقابة المصنّفات الفنية».
ويعلم المنخرطون في سوق الفنّ والإعلام في مصر أنّ السلطات غالباً ما تترك الراقصات الأجنبيات يعلمن من دون تصريح، ليتمكّنوا من إبعادهن في أيّ وقت إذا حدثت أزمة ما. والدليل أنّ صافيناز ترقص منذ أعوام وتظهر في أفلام سينمائية، فلماذا لم تتذكّر الوزارة تلك المخالفات إلا بعد اتهامها بإهانة العلم؟
من جانبه، حرّك النائب العام المصري، هشام بركات، بلاغات قُدّمت ضدّ صافيناز، ما أدّى إلى استدعائها للمثول أمام جهات التحقيق، وسط توقعات بأن تتصاعد الأزمة في حال حصول الإبعاد، إلا إذا كان لأصدقاء وداعمي صافيناز رأي آخر.
وكانت الراقصة قد حقّقت شهرتها من خلال المشاركة في فيلم «القشاش»، رغم فشل العمل تجارياً، ثم ظهرت لاحقاً في فيلم «سالم أبو أخته» (إخراج محمد حمدي) من بطولة محمد رجب، قبل أن يتطوّر ظهورها السينمائي ليجمع بين الرقص والقليل من التمثيل في فيلم «عنتر وبيسة» (إخراج محمد الطحاوي). علماً بأنّ الشريط الأخير معروض حالياً في الصالات المصرية، وحقّق إيرادات تخطّت نصف مليون دولار أميركي.
1 تعليق
التعليقات
-
فردوس من ورق!هل هذه هي مصر حتشبسوت وكليوباترا ورمسيس الثاني وعبد الناصر؟ أم هي قرية "مصريم" التي حددها المرحوم كمال الصليبي في جبال عسير، كقرية مجهرية صغيرة كانت على خط التجارة الدولية القديم؟ يبدو أن دور مصر وعظمتها تقزّم إلى درجة مثيرة للغثيان! كل الوطنية والشوفينية والهوس بتطبيق القوانين وفروعها وتفاصيلها على الضعفاء فقط لا غير، كل الشطارات تظهر فقط على الغرباء "المقطوعين من شجرة" كما يقال! ليتهم تحدثوا عن معاهدة الذل المسماة "كامب دايفيد" وثاروا عليها! ليتهم ألغوا كل العلاقات التجارية والغازية مع الكيان الصهيوني! ليتهم طردوا السفير الصهيوني وأعادوا سفير بلادهم وأعادوا الكرامة لأنفسهم! وبالطبع لن أحلم بأن أقول "ليتهم أعدوا العدة لنصرة غزة أو تحرير القدس"، فهذا خيال، وليس علمي بالمناسبة! تركوا كل مشاكل وأزمات مصر الداخلية والخارجية، كل ما يذل الوطن والشعب والحكومة من معاهدات فوق وتحت الطاولة، فأكبر فناني العالم الغربي يلبسون أعلام بلادهم والعلم الأمريكي ويضعوه في كل مكان من جسدهم، مع أنها صناعة هندية أو صينية، ولا أحد اشتكى ولا أحد اكترث أصلاً واعتبرها إهانة لوطنه ولا قامت حرب نووية. أي سخافة هي تلك التي تجري في مصر اليوم؟ فلتذهب صوفي نار ولتترك هذا الشرق المتخلف. ستحصد في بلدان أخرى أضعاف ما كانت تحصل عليه في مصر. قال فردوس قال!