لا يخطر في بال أحد أن يسأل عن صفوف الجنود المجهولين في كواليس برنامج فنّي مدهش على غرار «ذا فويس كيدز». في هذه الحالة، هناك إجحاف واضح بحقّ جهود جبارة «لجيش جرّار» تقودهم مخرجة لبنانية اسمها جنَان منضور. لعلّ هذا النكران الإعلامي غير المقصود بحقّ هؤلاء يعود إلى هالة النجومية التي يستأثر بها مَن يظهرون أمام الكاميرا، أولهم لجنة التحكيم المؤلفة من كاظم الساهر ونانسي عجرم وتامر حسني. أضف إلى ذلك البريق الذي يصنعه أطفال تتسيّد موهبتهم المشهد بشكل كليّ. «الأخبار» قررت أن تجتاز أضواء الاستديو، بحثاً عن الربّان الذي يقود هذا الفريق الضخم لنكتشف من خلال حوارنا مع المخرجة سرّ الدقّة التي يظهر عليها البرنامج.
انطلقنا في الحديث من مكان تواجدنا في مكاتب شركة Talpa Middle East، صاحبة الحقّ الحصري بتنفيذ البرامج التي ابتدعتها شركة Talpa العالمية ومقرّها الرئيسي هولندا.
تُشرف مخرجة «ذا فويس» على القسم التقني والإنتاجي في الشركة، ومع ذلك لم يتردّد اسمها سابقاً بالشكل الكافي، ولا يعرف الجمهور من تكون. هكذا، تعرّفنا عن نفسها بالقول «بعد دراستي في «كلية العلوم السمعية والبصرية» في «الجامعة اليسوعية»، بدأت العمل في الدراما المحلية. لكنني وصلت إلى مكان شعرت فيه بأنّ الحالة الإنتاجية الفقيرة وضعت لي قيوداً كثيرة، إضافة إلى هاجسي بالتدخّل في كل شاردة وواردة في ما يدور حولي حتى أصل إلى نتيجة مرضية. هذا الأمر لم يكن متاحاً في الدراما، ما جعلني أتوجّه إلى البرامج التلفزيونية». لكن ما سرّ هذه الطبخة السحرية التي تقطف ثمارها mbc وجعلت بقية المحطات تغيّر توقيت برامجها حتى لا تتزامن مع موعد عرض «ذا فويس»، رغم أنه نسخة طبق الأصل عن برنامج عالمي؟ تردّ منضور: «هذا الكلام ليس دقيقاً. صحيح أنّ الفكرة هي ذاتها، لكننا نعيد صياغتها بطريقة تتناسب مع جمهورنا وبأسلوبنا الخاص، حيث نعتمد على بناء تفاصيل تخصّ النسخة الخاصة بالوطن العربي. لو كان الأمر مجرّد تعريب لفكرة أجنبية، لما فشلت بعض النسخ العربية من برامج مماثلة».
نعرف أن المخرج هو صاحب القول الفصل في كلّ صغيرة وكبيرة في الأعمال الفنية، وربما وحده مَن يتمسّك بقراره ولو كان على خطأ كونه يعتبر المسؤول الأول والأخير عن النتائج، فإلى أيّ مدى تنطبق هذه النظرة عليك كمخرجة وهل تنفذّ تعليماتك بدقة من قبل لجنة التحكيم؟ تردّ «لست مستبدّة وهذا أمر مرفوض، لكنني مؤمنة بأنّه كلّما كانت عناصر العمل متجانسة، كلّما كانت النتيجة أفضل، وهذا يتطلب نقاشاً دائماً مع الجميع. لكن القرار الأخير يعود إلى المخرج كما في أيّ عمل فنيّ آخر». في السياق ذاته، نتساءل عن حالة التعاطي مع نجوم مكرّسين ربما تكون قابليتهم للنقد والملاحظات أقلّ بكثير من غيرهم، ونقصد هنا لجنة التحكيم، فتقطع المخرجة الطريق أمامنا، موضحةً: «هناك إطار معيّن للتعاطي، وسنة تلو أخرى صارت هناك ثقة أكبر ومرونة أشمل، على اعتبار أن الجميع لمس النتيجة بمن فيهم لجنة التحكيم، فصارت لديهم ثقة مطلقة بتنفيذ ما يُطلب منهم ويريحوا بالهم من تفاصيل ربما كانت تشغلهم في بداية الطريق. هنا أتحدّث عن تجربة «ذا فويس» بكامل مواسمه، إضافة إلى «ذا فويس كيدز»».
على طرف آخر، تتقبّل المخرجة الشابة بصدر رحب الانتقادات التي تلاحق مجموعة mbc، ولعبها على وتر المشاعر الجيّاشة، وجذب الجمهور بناء على هذه اللعبة، إضافة إلى حالة التشكيك الدائم في دقة التصويت. لكنها في المقابل تنفي بشكل حاسم أن يكون هناك تدخّل في موضوع التصويت، وتضيف: «على الأقل في «ذا فيوس كيدز» ليس هناك مجال لمثل هذه الانتقادات. من الصعب أن تُحيل عفوية وبراءة الأطفال إلى حالة تمثيلية، وهذا ضرب من الخيال. ثم لماذا لا نترك المشتركين فعلياً يحكون عن معاناتهم الواقعية من دون أن يكون الهدف استغلالها؟ أصلاً التلفزيون لجهة entertainment مُطالب بتحريك مشاعر وعواطف الجمهور وهذا ما يجذبه فعلياً إلى البرنامج».
تلفت منضور إلى المواهب السورية التي شكّلت مفاجأة حقيقية لفريق البرنامج نفسه كما تفعل مع الجمهور. كذلك، وتجزم بأنه رغم كل الأضواء التي تسلّط على اللجنة والمشتركين دوناً عن غيرهم، فهي لا تشعر بالغيرة. تضيف: «لو كنت أهتمّ بالظهور، لما اخترت مهنة تجعلني خلف الكاميرا. والبرنامج هو من يستثمر نجومية اللجنة وهم ليسوا بحاجة إلى شهرة إضافية». أخيراً، نجرّب إيقاع ضيفتنا في زلّة لسان عساها تكشف لنا اسماً واحد من المتأهلين، فتضحك وهي تقول: «سأجيبكم كما أردّ على أهلي وأصدقائي، تابعوا الحلقة الأخيرة، وهي الوحيدة التي ستكون مباشرة، وسيتأهل لها ستة من المشتركين ويفوز واحد».

The Voice Kids: كل سبت 20:05 بتوقيت بيروت على MBC1 و»MBC مصر»، وmtv اللبنانية