اليوم، ينطلق مهرجان «ارتجال» بنسخته الثالثة عشرة. وكما في نسخه السابقة، يقدَّم المهرجان في 3 أماكن مختلفة بين «مركز بيروت للفن» وYukunkun و«مترو المدينة». أصبحت هذه الفعالية موعداً ينتظره محبّو الموسيقى التجريبية في لبنان. بدأت فكرة المهرجان عام 2000 مع المدير الفني الحالي للمهرجان شريف صحناوي والفنان مازن كرباج. التقى الثنائي في فرنسا التي تشهد الكثير من مهرجانات الموسيقى المرتجلة الحرة التي تمتاز بالتجريب عبر التحرر من كل قيود المدارس الموسيقية التقليدية وتنطلق الى ما هو أبعد من مجرّد التأليف على أسس وقواعد موسيقية متوارثة. يقوم الفنان من خلال التجريب بكسر القوالب الموسيقية التقليدية وخلق أصوات مبتكرة ومعاصرة تعكس ما يسمعه في حياته اليومية. نقل صحناوي بالتعاون مع كرباج فكرة هذه المهرجانات الى بيروت وقاموا بتأسيس مهرجان «ارتجال» الذي يقدّم هذا العام نسخته الثالثة عشرة، جامعاً 14 فقرة موسيقية على مدى 4 أيام.
وتتمحور الفقرات الموسيقية حول 3 فئات أساسية. فئة الموسيقى الإلكترونية المجدِّدة ويبرز فيها الفنان اللبناني المقيم في أوروبا ربيع بعيني الذي يطلق ألبوم «البداية» خلال المهرجان مع فرقة «أبرغراوند أوركسترا». كذلك تضم هذه الفئة فقرة موسيقية لمازن كرباج ورائد ياسين من لبنان، والفنان الهولندي غرت ـ جان برنز (6/4) في عزف ثلاثي. وسيختتم المهرجان يوم السبت 6 بفقرة للفنان البريطاني مايلز ويتيكر.
وفي الفئة الثانية، تقدّم موسيقى البوست روك التي تتوّج مع فرقة شلبي ايفيكتس لسام شلبي وثلاثي كندي يرافقه. وفقرة أخرى لشربل هبر وفادي طبال من لبنان، وثلاثي عثمان عربي من لبنان وبالاز باندي من هنغاريا وستيفان رايفز من فرنسا. أما الفئة الثالثة والأخيرة فهي فئة الموسيقى الشرقية التجريبية ويبرز فيها الفنان العراقي عازف العود خيام اللامي وموريس لوكا عازف الإيقاع الإلكتروني من مصر. كذلك في الفئة نفسها، فقرة لسام شلبي وعمر ديوه جي (العراق) وبايد كونكا (سويسرا).
يعد المهرجان هذا العام بمحطات مهمة تقدّم أفكاراً مجدّدة ومختلفة. الموسيقى التجريبية، وإن كان ممارسوها يرفضون تصنيفهم ضمن المدارس الفنية العالمية التي تمتاز بقواعد فنية وخطوط محددة، إلا أنّها تأخذ منحى جدياً مع الوقت باستقطابها الكثير من الفنانين الشباب الذين يرغبون في كسر النمط التقليدي الذي يحيطهم وإرساء قواعد بديلة قد تظهر تطلعاتهم الفنية المعاصرة وهواجسهم الاجتماعية في بلدانهم على اختلافها.