بعدما قضت محكمة في ماريفان في كردستان إيران (شمال غرب إيران) على رجل بالتنكّر في زي امرأة، والسير في شوارع المدينة، عقوبةً لممارسته العنف ضد زوجته قبل أسبوع، نشر أكراد إيرانيون أخيراً، صوراً لهم وهم يرتدون ملابس نسائية، على صفحة على فايسبوك تحمل عنوان «رجال أكراد من أجل المساواة». كانت رسالة هؤلاء واضحة: «أن يكون الانسان امرأة ليس عاراً، ولا وسيلة لاهانته أو عقابه»، والقرار القضائي الصادر مهين وعنصري تجاه المرأة.صفحة «رجال أكراد من أجل المساواة» التي حظيت بشعبية كبيرة على الفايسبوك، نشرت حوالى 150 صورة لرجال يرتدون أزياء تقليدية نسائية، ووشاحاً، وحجاباً وغيرها. وإلى جانب كل صورة، كتب صاحبها جملة يُعرب فيها عن دعمه وشكره للمرأة. هكذا، طالعتنا جمل مثل «آمل أن يأتي يوم ينتهي فيه تقويم الانسانية على أساس الجندر»، أو «المرأة تعني الحياة»، أو «طوال سنوات، وقفت النساء مع الرجال جبهة واحدة في النضال. اليوم، أتشرّف بأن أرتدي ثوب امرأة، وأن أكون جزءاً ولو صغيراً من نضال الشعب المحقّ للتعبير عن شكره لنساء بلده»...

إضافة إلى ذلك، أرسلت نساء كرديات صورهن أيضاً وهن يرتدين أزياء الرجال التقليدية لنشرها ضمن الصفحة. تداعيات هذا القرار القضائي لم تقتصر على الشارع الافتراضي، إذ خرجت تظاهرة نسائية في شوارع ماريفان منددةً بهذا الحكم المهين. وانتقلت الضجة إلى مجلس النواب، حيث وقّع 15 نائباً رسالة بُعثت إلى وزارتي الداخلية والعدل تنتقد هذا الحكم، وارتفع صوت نائب تحت قبة البرلمان احتجاجاً على القرار.
وتذكّر حملة «رجال أكراد من أجل المساواة» بحملة مشابهة انطلقت عام 2009 على الفايسبوك، تضامناً مع الناشط الطلابي مجيد توكلي (1986) الذي تحوّل رمزاً للثورة الخضراء في بلاده. يومها، نشرت مواقع ايرانية شبه رسمية صوراً له بالتشادور، مؤكدة أنّه حاول الهرب من عملية إلقاء القبض عليه خلال إلقائه خطاباً في إحدى جامعات طهران من خلال التنكّر في زي امرأة. إلا أنّ شهود عيان كانوا حاضرين خلال إلقاء القبض عليه، أكّدوا أنّ قوات الأمن أرغَمت الشاب على ارتداء التشادور بهدف «إذلاله»، لكنّ هذا الأمر أدّى إلى نتائج عكسية، حين ارتدى الكثير من الناشطين الالكترونيين التشادور في حركة تضامنية مع الناشط السجين حتى اليوم.