«اسمي بودبوز!» هكذا قال جمال دبوز ليلة الخميس الماضي في وهران قبيل عرض Tout sur Jamal، متخفياً خلف اسم لاعب الكرة الجزائري الشهير رياض بودبوز في محاولة لكسب تعاطف الجزائريين بعد دعوات المقاطعة الواسعة التي ﺃطلقتها بعض الجهات الإعلامية ضده بسبب زيارته فلسطين المحتلّة عام 2007. لم ينسَ الكوميدي نفسه ترديد عبارة «وان، تو، ثري فيفا لالجيري» لإثارة الحضور، والتذكير في الكواليس، بموقفه المتضامن مع الجزائر نهاية 2009، عقب واقعة «ﺃم درمان» والحرب الإعلامية الواسعة التي دارت بين الجزائر ومصر. هكذا لعب الكوميدي على الوتر الحسّاس في الذهنية الجزائرية، وحوّل موجة الغضب الواسعة تجاهه التي قادتها بعض الصحف، وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى لحظات ضحك ومرح وتسلية. وبذلك، استعاد مكانته كملك للضحك، ونجم الـ«وان مان شو» الأوّل في المغرب العربي. والمفارقة ﺃنّ الأطراف التي تبنّت حملتها على دبوز ركّزت فقط على زيارته إلى فلسطين المحتلّة، ونشرت على نطاق واسع صوراً له أمام حائط المبكى، متناسية أن الكوميدي نفسه زار الجزائر بين 2009 و2010 ثلاث مرات، بدعوات رسمية من وزارة الثقافة!
كما أنّه صوّر مشاهد من فيلم «خارجون على القانون» في مدينة سطيف (شرقي الجزائر)، وحظي بمأدبة عشاء رسمية (2010)، نظّمتها وزيرة الثقافة الحالية خليدة تومي، وجلس فيها برلمانيون ومسؤولون في الدولة. لكن اتضح لاحقاً أنّ وراء الحملة تقف واحدة من الشركات الخاصة التي لم تتقبل برمجة عرضه «الكلّ عن جمال» قبل ثلاثة ﺃيام فقط من إطلاقها النسخة الاولى من مهرجان «جزائر الضحك» (30 نيسان/ أبريل). علماً أنّه يُنتظر أن تشارك في المهرجان مجموعة من الكوميديين الجزائريين الذين برزوا في مسرح جمال دبوز الباريسي Jamal Comedy Club، أمثال عبد القادر السيكتور، ونوال مدني... اعتبر القائمون على المهرجان أنّ مجيء دبوز في هذا الوقت يعتبر مساساً بأهمية وصدقية المهرجان الذي هو نسخة مقلّدة من مهرجان «مراكش للضحك» الذي ينظمة دبوز سنوياً في العاصمة السياحيّة للمملكة المغربية. إذاً، إنّه صراع «مواقع» الذي حرّك ــ في الدرجة الأولى ــ الحرب الإعلامية التي شنّت على زيارة دبوز إلى الجزائر. لكنّ الممثل المعروف كسب المعركة بالنظر إلى الأعداد الهائلة التي حضرت العرض، ومئات الشباب الذين بقوا خارج القاعة بعد نفاد التذاكر قبل يومين من العرض. شهرة هذا الكوميدي بين الشباب والمراهقين في الجزائر، تعود الى حوالي عشر سنوات، وعروضه السنوية تباع مقرصنة في أقراص مضغوطة مع انتشار تعابيره وحركاته التي يقلّدها كثيرون. مع ذلك، يأخذ عليه كثيرون تخاذله تجاه قضية الصحراء الغربية وتماديه في «السخرية من العرب لإضحاك الفرنسيين».