القاهرة | يعتبر فيلم «سمير أبو النيل» البطولة الخامسة المطلقة للممثل الكوميدي أحمد مكي، وهو التعاون الأول مع الشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر والمخرج عمرو عرفة. لكنّ مكي يقدّم هنا تجربة سينمائية لا تتميّز بأيّ جديد. ابتعد عن التجريب الذي أكسبه تميّزه في التجارب السابقة، ولجأ إلى تركيبة الكوميديا المضمونة النجاح، مع المنتج محمد السبكي الأكثر إنتاجاً بعد «ثورة 25 يناير»، بغضّ النظر عن ركاكة ما يقدّمه السبكي وتفاهته.
يستعير «سمير أبو النيل» اسم مجلة الأطفال المصرية «سمير» من دون أن تكون هناك أي علاقة واضحة بين المجلة والشخصية التي يقدّمها مكي. سمير متطفّل شديد البخل، ويعيش في غرفة فوق السطوح في منطقة المنيل في القاهرة. مرة أخرى، يقدم مكي شخصية شاب من منطقة شعبية بعد شخصية حزلقوم (في «لا تراجع ولا استسلام (القبضة الدامية)» و«سيما علي بابا»). يحاول أيمن بهجت قمر انتقاد الأوضاع التي آلت إليها المحروسة بعد الثورة، عندما يتشاجر سمير مع أحدهم ويتّجه به إلى الشرطة، ويفاجأ بهروب مأمور القسم، فيتحوّل المكان إلى مرقص للبلطجية والخارجين على القانون. حالة من اللمباوية ـــ نسبة إلى اللمبي الشخصية التي ابتكرها الممثل محمد سعد ـــ تسيطر على مكي في هذا المشهد، حيث الرقص على أنغام أغنية شعبية. تتوالى المواقف الخالية من الكوميديا الحقيقية، باستثناء بعض الإفيهات المكرّرة يدور معظمها حول بخل سمير. التحوّل الدرامي في الفيلم يأتي عندما يقرّر البطل استثمار أمواله في قناة فضائية مع شريكه حسين (يلعب دوره حسين الإمام) ومديرة أعماله الممثلة نيكول سابا. أتى ظهور الأخيرة عادياً في الفيلم، الفتاة التي لا تتمتع بأي مقومات أو ثقافة، تمتلك قناة فضائية. تفاصيل الشخصية مستوحاة بشكل كامل من الإعلامي توفيق عكاشة وقناته «الفراعين» التي ظلّت لفترة تحظى بنسبة مشاهدة عالية مع الأداء الكاريكاتوري لصاحبها، قبل أن تغلق أبوابها العام الماضي. ورغم إنكار صنّاع الفيلم أيّ علاقة بين شخصية عكاشة وسمير الإعلامي، إلا أن معظم المواقف التي استخدمت تمتّ إليه بصلة، ويعرفها المشاهد المصري جيداً. يتحوّل سمير إلى شخصية شعبية، فيقرّر إنشاء حزب سياسي (مثل عكاشة) والترشّح لمجلس الشعب. تقف أمامه صحافية تحاول كشفه أمام الناس من خلال حوار هاتفي يظهر فساده. وكما هو متوقع، تأتي توبة سمير درامية على الهواء مباشرة، ويعود إلى غرفته في منطقة المنيل، وتتحول قناته إلى محطة دينية تساير الموجة الجديدة. الفيلم لا يقدّم أيّ جديد على مستوى الكوميديا. استهلاك مكرّر لنمط النكات التي راجت منذ عهد اللمبي، مع الظهور الحتمي للمنتج محمد السبكي كأحد الكومبارسات في أفلامه. وإذا كان فيلم «سيما علي بابا» السابق لمكي لم يلاق نجاحاً، ففيلمه الحالي قد يجد رواجاً في شباك التذاكر، لكنه لن يبقى في ذاكرة المشاهد، مثله مثل غيره من أفلام السبكاوية.



«سمير أبو النيل»: «غراند سينما abc» (01/209109)، «غراند كونكورد» (01/343143)، «غراند لاس ساليناس» (06/540970)، «بلانيت أبراج» (01/292192)، «بلانيت طرابلس» (06/442471)