الشراكة بين «أسبوع النقاد» في «مهرجان كان» وجمعية «متروبوليس» ما زالت مستمرة. تلك الشراكة التي انطلقت مع افتتاح الصالة الصغيرة عام ٢٠٠٦، تتواصل هذا العام، مستعيدةً بدءاً من اليوم الأفلام التي قدمت في «أسبوع النقاد» ضمن المهرجان الفرنسي العريق. عشرة أفلام طويلة و11 فيلماً قصيراً ستُعرض بالتعاون مع «المعهد الفرنسي في لبنان»، مشكلةً فرصة للتعرّف إلى مخرجين جدد يقدمون أفلامهم الأولى على الشاشة الكبيرة.
تفتتح الاستعادة اليوم مع «سوزان» للفرنسية كاتيل كيلّيفيري التي ستكون حاضرة لتقديم الشريط ومناقشته مع الجمهور اللبناني. فيما تختتم الاستعادة مع «سالفو» الذي كتبه وأخرجه الإيطاليان فابيو غراسّادونيا وأنتونيو بياتزا، من بطولة الممثل الفلسطيني صالح بكري والإيطالية سارا سيرايوكو. يتناول الفيلم قصة سالفو (صالح بكري) رجل مافيا من سيسيليا يلتقي بفتاة تدعى ريتا خلال تنفيذه عملية تصفية أخيها. يقرّر سالفو أن يدع ريتا على قيد الحياة، هي التي أبصرت النور للمرة الأولى في حياتها في تلك اللحظة بعدما كانت ضريرة لسنين طويلة. لكن تلك النظرة التي جمعت السفّاح والضحية سوف تسكنهما طوال الفيلم، وترسم العلاقة بينهما. إنها التجربة الأولى للمخرجين الآتيين من عالم كتابة السيناريو. حتى اليوم، هما يعتبران أنّ السيناريو الجيد يعدّ أساس نجاح كل فيلم. الشريط كما يقدمه المخرجان، يحمل تأثيرات أفلام الـ«ويسترن سباغيتي»، وبالمخرج الفرنسي جان بيار ميلفيل الذي يوجّهان له تحية في المشهد الأخير من فيلمهما المستلهم من مشهد الأول في فيلم «الساموراي» (1967).
إلى جانب الأفلام الطويلة والقصيرة الأخرى، ننتظر بفارغ الصبر عرض 3X3D بالأبعاد الثلاثية الذي استضافه «أسبوع النقاد» هذه السنة من خارج المسابقة في سهرته الختامية. يتألّف 3X3D من ثلاثة أفلام قصيرة لكل من بيتر غرينواي، وجان لوك غودار وإدغار بيرا (8/7 ــ سينما سيتي). تلك التجربة التي خاضها المخرجون المخضرمون في عالم الأبعاد الثلاثة تبحث عن لغة سينمائية جديدة تطوّع تقنيات الأبعاد الثلاثية في البحث المتواصل عن مفهوم ومعنى وقيمة الصورة السينمائية التي لطالما شغلت هؤلاء السينمائيين الطليعيين. تجربة قيمة جداً طال انتظارها منذ رواج موضة الأبعاد الثلاثية في السينما التجارية، والنتائج البعيدة جداً عن الإبداع الفني السينمائي والموظفة بهدف الإبهار التقني فقط، حتى مع مخرجين مثل تيم بورتون وغيرهم ممن فشلوا حتى اليوم في خلق قيمة فنية جديدة لتلك الصورة السينمائية الثلاثية الأبعاد، فماذا استطاع الثلاثي أن يفعل في 3X3D؟ علماً أن غودار ينكب حالياً على تحضير فيلمه الطويل الأول في الأبعاد الثلاثية تحت عنوان Adieu au Langage. الأفلام الطويلة التي سنشاهدها في «أسبوع النقاد» تستعرض ظواهر اجتماعية آتية من البلد الذي تمثّله: بينما يذهب «لهؤلاء الذين في خطر» (2/7) لبول رايت إلى المعتقدات والخرافات السائدة في قرية في اسكتلنده، يأخذنا شريط «علبة الطعام» (3/7) للهندي ريتيش باترا إلى ظاهرة خدمة توصيل الطعام في مومباي في أسلوب يمزج بين الواقعي والفانتازي. أحد أبرز المواعيد التي لا ينبغي تفويتها في هذا الأسبوع هو فيلم «أبطالنا يموتون هذا المساء» (7/7) لدافيد بيرو. وصف النقاد باكورة المخرج الفرنسي بالمبتكرة، والجريئة تتميّز بغناها البصري. يعيدنا الشريط إلى العالم المندثر للمصارعة في باريس. بالأسود والأبيض، يعيد بيرو إحياء عالم متكامل وباريس الشعبية بعد حرب الجزائر وعشية الاحتجاجات الطلابية 1968 حيث يسائل الصداقة، والأقنعة الحقيقية والفكرية والنفسية. موعد سنوي يتجدد مع «جمعية متروبوليس» و«أسبوع النقاد» يقدّم لنا فرصة ثمينة لمواكبة الأعمال السينمائية الجديدة، والتعرّف إلى مخرجي الغد.



أسبوع النقاد: بدءاً من اليوم حتى 11 تموز (يوليو) ــــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية ـ بيروت) ـ للاستعلام: 01/204080 ـــ جميع العروض تبدأ عند الثامنة ــــ
http://www.metropoliscinema.net