من هو رائد الأشقر؟ لعلّه يشبه صورتنا عندما كنا أطفالاً في لحظات خوفنا وارتجافنا أمام من نحبّ أو أمام المشاكل التي تعترضنا وتثير إرباكنا. قبل أن يتقرّب ناجي النجم من نيللي ذات الشعر اللولبي، الجارة الجديدة في الطبقة السفلية، سبق ذلك بعض المواقف الحرجة التي واجهت الصبي الصغير بعدما وصلت رسالة عن طريق الخطأ إليها. الورقة التي كان يُفترض أن ترسلها عمّة ناجي إلى السيد جبلي في الطبقة السفلية، وصلت إلى نيللي التي ظنّت أن ناجي هو المرسل. تتوالى بعدها الأحداث ضد ناجي تحديداً، وتجبره على تغيير شكله واسمه إلى رائد الاشقر. الشخصيّة الكاريكاتورية الذي يملك جسماً صغيراً، سيعاني من بعض المواقف الحرجة أمام الجارة التي تظن أن ناجي غبي. إذاً، هذه الرسالة ستقلب حياة شخصيّات القصة، لتنتهي بالعمة سكينة وهي تقدّم برنامجاً للطبخ، برفقة ناجي عازف الدرامز بعدما ساعدهما والدا نيللي. هذه هي الأحداث التي تتمحور حولها قصّة الفنلنديتين سينيكا وتينا نوبولا Risto Räppääjä ja Nuudelipää التي صدرت عام 2000 وعرّبتها أخيراً «دار الساقي» تحت عنوان «ناجي ونيللي» (ترجمة مارية باكلا). تأتي القصة لتضاف إلى سلسلة الدار الغنية لقصص الأطفال والمراهقين.
إلى جانب قصّة مصوّرة أخرى من الأدب الفنلندي للأطفال، صدر عن «الساقي» أيضاً لتينا نوبولا الجزء التاسع من سلسلتها «سارة» تحت عنوان «سارة تسجّل هدفاً» (2011). لكن «ناجي ونيللي» التي أنجز رسومها سامي طويفونين وأينو هافوكانين، حوّلتها السينمائية الفنلندية ماري رانتاسيلا إلى فيلم عام 2008، إضافة إلى قصّة أخرى من «سلسلة ناجي»، فيما تمّت ترجمة الكتاب إلى لغات عدة. يقع الكتاب في 96 صفحة. ويتطرّق من خلال تفاصيل مرحة إلى مواضيع ومشاكل بسيطة يعانيها الأطفال، بسبب أحجامهم، وثيابهم وشكلهم الخارجي. ناجي المضحك، يملك حسّاً إنسانياً يجعله مندفعاً لمساعدة الآخرين وإثبات ذاته وقوّته، وهذا ما فعله عندما خاض مغامرة لإنقاذ قط نيللي، إذ أراد أن يكتسب ثقتها عن طريق إظهار ذكائه.
تعتمد القصّة على الخيال الكوميدي الذي يظهر جلياً في الحوارات، والرسوم المتقنة بتفاصيلها التي تركّز على تعابير الوجه، وبحوادث ثانوية صغيرة مثل حادثة إغماء القط أدهم بعدما شاهد فأراً يتكلّم على التلفزيون.