لا أحد يعرف لماذا يلاحق الحظ السيئ النجم السوري فراس ابراهيم بعدما تحدث في جلسات عدة عن خسائر فادحة مني بها بسبب إصراره على إنجاز مسلسل عن محمود درويش (في حضرة الغياب ــ 2011) و«تخلّي الجهات المنتجة عنه» بعد تعرضه لحادث سير أليم، فأنجز وحيداً المسلسل الذي وصفه بعض النقاد بالكارثة الدرامية. في السنة التالية، غاب إبراهيم عن الشاشة ثم راح إلى مصر حاملاً نص «أرواح منسيّة» للروائي السوري نبيل ملحم، على أن يتولى الإخراج الفلسطيني السوري سمير حسين.
هكذا، تقاسم بطل «خان الحرير» إنتاج العمل (شركته الخاصة) مع «فرح ميديا» التي يملكها المنتج اسماعيل كتكت، و«مدينة الإنتاج الإعلامي». لكن لعنة الحظ العاثر لاحقت المسلسل ولم ينجز في وقته المحدد كي يعرض هذا الموسم. في هذه الأثناء، عاد سمير حسين إلى سوريا وارتبط بمسلسل «حائرات» لأسامة كوكش الذي أنهى تصويره في وقت محدد ولم يعد إلى مصر ليكمل التصوير رغم اتفاقه مع إبراهيم على ذلك. إلا أنّ ابراهيم هو الذي لم يلتزم بالاتفاق، وألغى حجوزات مخرجه واستبدله بمخرج مصري مغمور هو مجدي فكري. من جهته، لم يترك سمير حسين الموضوع. سارع إلى توجيه رسالة احتجاج إلى نقابة الفنانين المصريين بعث بنسخة منها إلى «الأخبار» وطالب فيها بالتدخل بغية عدم عرض المسلسل الذي أخرج نصف حلقاته تقريباً قبل عام، معتبراً أنّه تعرض لعملية نصب واحتيال كونه لم يقبض قرشاً واحداً من أجره. وأضاف حسين في حديث مع «الأخبار»: «فراس إبراهيم لم يحترم أدبيات العمل الفني، وقد خان المهنة رغم أنني صوّرت نصف العمل العام الماضي، لكن كل شيء توقف حينها بسبب غياب الآلية الإنتاجية الكافية. ثم أتى فراس إبراهيم هذا العام ليكمل تصوير المسلسل من دون علمي». ويضيف حسين شارحاً تداعيات الخلاف بينه وبين الممثل والمنتج الذي سبق أن أنجز له أكثر من مسلسل: «آخر اتفاق حصل بيننا كان قبل عشرة أيام حين اتصل بي لإكمال مشاهد العمل المتبقية. وفعلاً، قمت بحجوزات السفر المطلوبة حرصاً مني على الوصول في الوقت المحدد. المفاجأة كانت اتصال فراس إبراهيم قبل سفري بساعات معدودة ليعتذر عن عدم إكمال العمل متذرعاً بأن المنتج إسماعيل كتكت تدهورت حالته الصحية، ودخل العناية المشددة، فتأجّل موعد تصوير العمل حتى يعافى، والحقيقة كانت غير ذلك تماماً». من جانب آخر، يوضح مخرج «ليل ورجال» بأن ابراهيم كان يتهرب من دفع المستحقات المادية «وبمحاولته استكمال المسلسل من دون علمي اليوم، فإنني اعتبر أنني تعرضت للاحتيال، وسأقوم برفع دعاوى قضائية في المحاكم المصرية المختصة».
ويلفت المخرج السوري إلى أنّ بطل العمل عزت العلايلي لن يكمل التصوير من دونه. لكنّ فراس ابراهيم ينفي ذلك في اتصال مع «الأخبار» معتبراً أنه لا جدوى من دخول الصحافة في هذه المواضيع التي سيبتّ بها القضاء، محمّلاً سمير حسين مسؤولية تأخّر العمل «بسبب تعاطيه حبوباً منشطة ودخوله العناية المشددة أثناء التصوير». وأكّد أنه تقاضى جزءاً من أجره ولا أحد ينكر عليه حقوقه المادية. من جهة ثانية، يعتبر النجم السوري بأنه أنجز جزءاً كبيراً من مسلسل هام سيعرض بعد استكمال تصوير عزت العلايلي دوره الرئيسي وقد تم الاتفاق معه على ذلك.
لكن النجم المصري أكد في اتصال مع «الأخبار» بأنّه لن يكمل هذا المسلسل إلا مع سمير حسين «لأنه مخرج يحترم عمله ويحترم ممثليه وبذل جهوداً طيبة. لكن فراس ابراهيم لم يدفع له ولا لغيره شيئاً من الأجور وهو من يتحمّل مسؤولية ما
يحدث».
ليست هذه المرة الأولى التي تحصل فيها هذه الخلافات، لكن لا أحد يعلم إن كان منطقياً أن تظهر إلى العلن في مثل هذه الظروف التي تعيشها البلاد العربية. ربما يحق للجمهور أن يعتزل مشاهدة مثل تلك الأعمال الدرامية!