في مئويته الأولى، يكرّم «المجلس الثقافي للبنان الجنوبي» و«الحركة الثقافية في أنطلياس»، الأديب والناقد والشاعر رئيف خوري (1913ـــ1967) في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) في قصر الأونيسكو في بيروت. لعلّ البعض لا يعرفون من هذا المثقف المناضل سوى اسمه، هو الذي كان أحد أركان مجلة «الآداب» مع نزار قباني ونازك الملائكة وسواهما، لأن هذا البلد يكرّم مبدعيه بعد رحيلهم، ولا يوثق سِيَرَهم وأعمالهم. تتضمّن المناسبة مناقشة لكتاباته وأشعاره، وتغني أميمة الخليل من أشعار الأديب الراحل وألحان هاني سبليني مجموعة من القصائد، كذلك سيُعرض شريط وثائقيّ بعنوان «البليغ الثائر» (رؤية وإخراج سمير يوسف وربيع قصيباتي).
سيعرض الشريط خلال يوم أدبي عن «البليغ الثائر». يشهد هذا اليوم موعداً للدراسات الأكاديميّة حول فكر الراحل وأدبه. لا تتجاوز مدة الشريط 20 دقيقة، لكنه يحاول التعريف بخوري الذي نشأ في بلدة نابيه في المتن وعاش فيها، وتخرج عام 1932 من «الجامعة الاميركيّة في بيروت» حاملاً «بكالوريوس الأدب العربي» و«تاريخ الآداب الشرقية». ويتضمّن العمل شهادات مصوّرة من بعض أفراد عائلته وأشخاص عايشوه وعملوا معه، منهم الكاتب أحمد علبي، وابن بلدته الناقد ربيعة أبي فاضل، بالإضافة إلى تسجيلات نادرة بصوت الراحل من الإذاعة اللبنانيّة، وبعشرات الصور، وتسجيل نادر بصوت خوري يُحاكي فيه الوطن والأدب. يكشف صاحب الفيلم سمير يوسف أنه بدأ المونتاج والميكساج أخيراً، ولا ينقصه حتى يكتمل الشريط، سوى شهادة أنطوان الخوري طوق، صاحب أحد الأبحاث القيّمة عن حياة الراحل. وكان طوق قد انتقد عدم الاهتمام والوفاء «لهذه القامة النهضويّة، وعدم إيفاء تراثه الفني حقّه من النشر والدرس. والإضاءة على نضاله من أجل الخروج من سجون التعصّب والتزمّت والتبعية».
يختصر الشريط رحلة نضال طويلة عن رئيف خوري منذ لحظة الولادة مروراً بمحطات مفصلية من حياته كمشاركته في إعداد وصياغة مطالب الإضراب الكبير سنة 1936 في فلسطين، ومنعه من دخولها بأمر من المندوب السامي، ثم تأسيسه مع عمر فاخوري وأنطوان تابت وسواهما «عصبة مكافحة النازية والفاشستية» عام 1940، ثم المجلّة الناطقة باسمها «الطريق»، فضلاً عن عمله في الإذاعة بين العامين 1943 و1947، ثم تأسيسه «دار القارئ العربي» التي لم تستمرّ طويلاً عام 1948.



شوشو على الطريق

يوقع سمير يوسف مع زميله ربيع قصيباتي شريطاً وثائقّياً عن رئيف خوري، لكن معدّ البرامج والمخرج الشاب مشغول دوماً بتكريم المبدعين والتوثيق لحياتهم. ورغم انهماكه الدائم في إعداد البرامج الاجتماعيّة والفنيّة على mtv، والمسؤوليات الملقاة على عاتقه، إلا أنّه يجد بين الحين والآخر مساحة لعمل احترافي من نوع آخر. هو صاحب فيلم وثائقي عن شاعر الشعب عمر الزعني، وشارك في فيلم «غدي» مع الممثل جورج خبّاز. كذلك يتقاسم مع إيلي أحوش إعداد حلقات سلسلة «لبنان يتذكر» التي تكرّم في الحلقة المقبلة المسرحي الراحل حسن علاء الدين (شوشو)، ويرجّح عرضها بعد رمضان.