يصعب التأكد مما إذا كان موقع «نبيه بري إلى الأبد» مزحة أو حقيقة. القائمون على الموقع غير معروفين، وهو مذيّل بتوقيع «معجبي الرئيس نبيه بري». ما يطرحه الموقع من إدخال بري في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، فيه شيء من المضحك المبكي الذي يجعل متصفحه كمن «يبكي ويضحك لا حزناً ولا فرحاً». لا شك في أنّ هناك أنصاراً كثراً لبري، يفتخرون بكونه رئيساً لمجلس النواب منذ أكثر من 21 عاماً، ولا شيء يمنع الأنصار من الذهاب بعيداً في تفاخرهم، إلى حدّ إنشاء موقع يطالب بدعم بري ليدخل موسوعة «غينيس». هم مقتنعون به زعيماً «إلى الأبد»، وهم أيضاً لا يرضون له بديلاً في رئاسة مجلس النواب التي احتكرها منذ عام 1992.
حتى إنّ بعض الصفحات الفايسبوكية الموالية لبري تداولته على الفايسبوك. في الجهة المقابلة، تعاطى فايسبوكيون آخرون مع الموقع على أنّه يرمي إلى السخرية من الحال التي بلغناها التي تجعل بعض الزعماء يتملّكون مناصبهم كأنّها عقارات خاصة. إذاً، الموقع يطلب مساعدة اللبنانيين على إدخال رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى «غينيس»، وهو مرفق بعداد يشير إلى مدة ولاية بري التي تجاوزت 7828 يوماً. في النهاية، نحن، أي الشعب اللبناني، من أوصل بري إلى رئاسة مجلس النواب، ونحن من أبقيناه في سدّة الرئاسة الثانية لأكثر من 20 عاماً، ونحن من نسهم في إدخاله إلى «غينيس». هذا كله من صنع أيدينا. بري ليس الوحيد الذي جعلناه زعيماً إلى الأبد. فهذا وليد جنبلاط يستحق دخول «غينيس»، وهؤلاء آل الجميّل يستحقونها كذلك، وهذا رئيس جمهوريتنا يستطيع تحطيم أكثر من رقم قياسي في الموسوعة العالمية، وهذا سعد الحريري أمضى أطول فترة على الإطلاق خارج البلاد، وهو في موقع المسؤولية. وهذا كوب ليموناضة عملاق يدخل «غينيس»، وهذا أكبر صحن حمص يقتحم الموسوعة مع أكبر «جاط» تبولة! بري لن يكون وحيداً في الموسوعة. لن يشعر بالوحدة، فلو نجح اللبنانيون في إدخاله إليها، فلن يكون صعباً عليهم إدخال غيره. وهو ــ على خلاف الآخرين ــ لم يهيّئ وريثاً جدياً ليحلّ محلّه في الموسوعة للأجيال المقبلة. فقد وزّع بعض أبناء الجنوب ذات يوم صور بري مذيّلة بعبارة «يا ويلنا من بعدك». وتلك العبارة دليل على أنّه ليس للرجل وريث، ما يعني أنّ الرقم القياسي الذي بلغه برّي ــ على عكس الكثير من الأرقام القياسية التي سجّلها ساسة لبنانيون ــ قابل للكسر، طبعاً ليس من قبل عقاب صقر! كذلك إنّ احتكار بري لرئاسة المجلس، لم يمكّنه من احتكار طائفته بأكملها، كما هي حال وليد جنبلاط. استطاع «حزب الله» عملياً تحطيم الرقم القياسي لبري في الزعامة الشيعية. في المقابل، تعزّز رقمه القياسي في رئاسة مجلس النواب، وأسهم في ذلك كل من «تيار المستقبل» و«الحزب التقدّمي الاشتراكي»، فتحوّل هذا الرقم القياسي الذي يسعى إليه الموقع ساخراً إلى «إنجاز» لبناني بامتياز، شارك الجميع في ارتكابه، ولن يكون سهلاً تحطيمه، إلا بمشاركة الجميع.
http://www.nabihberriforever.com