تونس | اقتحم مجهولون أوّل من أمس مقرّ جريدة «الطريق الجديد» التونسية الناطقة باسم حزب «المسار الديموقراطي الاجتماعي»، وسرقوا الأرشيف ومحتويات الحواسيب، فيما اتهم سمير الطيب، عضو «المجلس الوطني التأسيسي» والمتحدث باسم الحزب، جهة سياسية بالوقوف وراء العملية.
تلك الحادثة التي أدانتها القوى السياسية، جاءت بعد أيام قليلة على عملية مماثلة استهدفت صحيفة «30 دقيقة». يومها، دخل مجهولون مقرّ الجريدة وعبثوا بمحتوياتها، ومزقوا العلم التونسي وصور الأمين العام السابق لحزب حركة «الشعب» الشهيد محمد البراهمي. وتزامنت هذه الجريمة مع الاعتداء الذي تعرّضت له رئيسة تحرير الجريدة الإلكترونية «تانيت براس» شهرزاد عكاشة المعروفة بمواقفها المعارضة لسياسة الحكومة ولهيمنة حركة «النهضة» الإسلامية. وقد تعرّضت عكاشة للتعنيف والتهديد بالقتل من سائق سيارة أجرة من أنصار «النهضة» كان يترصّد مكان سكنها. ولا يكاد يسلم أيّ من الإعلاميين المعروفين بمواقفهم من حكم الترويكا و«النهضة» من الاستهداف وحملات التشويه؛ إذ فوجئ الإعلامي زياد الهاني الذي عانى من قمع الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، برسالة تهديد بالقتل وضعت على زجاج سيارته، بينما سارعت وزارة الداخلية إلى فتح تحقيق لتحديد هوية الجهة التي تقف وراء الرسالة. وقبل أيام، كشفت الوزارة عن مخطّط يستهدف الصحافي سفيان بن فرحات، فوفرت الداخلية حماية شخصية له ولزياد الهاني، ليرتفع عدد الصحافيين والمدونين المستهدفين بالقتل الذين توفّر لهم الداخلية حراسة شخصية. هذه الحملة التي يتعرّض لها الإعلام، أدانتها «النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين»، فيما ندّد ناشطون بصمت «الهيئة المستقلة للإعلام السمعي البصري» التي منحت الحكومة امتيازات لأعضائها توازي امتيازات الوزراء لناحية الأجر والسيارات. ورغم مناخ الخوف، يواصل الإعلام التونسي إثبات أنه تخلّص من الهيمنة السياسية، وليس مستعداً للعودة إلى بيت الطاعة، وإن كان الثمن حياة بعض الإعلاميين. حتى الإعلام الذي صنعته «النهضة» من صحف وفضائيات، لم يلق أيّ حظ من المتابعة؛ إذ أظهرت إحصائية حديثة لنسب المشاهدة أنّ المحطات القريبة من «النهضة» («الزيتونة»، و«القلم»، و«المتوسط»، و«الشبكة الإخبارية») لم تحقق أي حضور، بينما تصدّرت نسب المشاهدة القنوات التي تتمسك بالمقاييس المهنية، مثل القناتين الأولى والثانية المملوكتين للدولة أو القنوات الخاصة كـ«نسمة»، و«حنبعل»، و«الحوار التونسي»، و«التونسية».



حملة على التلفزيون الرسمي

في سياق تهديد الإعلاميين، طالب حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» حليف حركة «النهضة»، بإقالة المديرة العامة لمؤسسة «التلفزة الوطنية» إيمان بحرون بعد بثّ صور الجنود الذين استشهدوا في عملية إرهابية في جبال الشعانبي (تونس) أواخر الشهر الماضي؛ إذ رأى الحزب أنّ «مؤسسة التلفزة» تعمل مع فريق الثورة المضادة. ولم يتخلّف عدد من قيادات «النهضة» عن شنّ حملة على «مؤسسة التلفزة» ومديرتها العامة على خلفية تغطية التلفزيون بقناتيه الأولى والثانية، اعتصام «الرحيل» في ساحة المجلس «الوطني التأسيسي» في ضاحية باردو المستمرّ حتى اليوم.