انتهت مسرحية «مجنون يحكي» (إخراج لينا خوري) التي سيسجّلها التاريخ بنقاط قوّتها (التمثيل وفكرة النص الأصلي) ونقاط ضعفها (الكليشيهات التي شوّهت الاقتباس) على أنها العمل الذي أعاد زياد الرحباني إلى خشبة المسرح بعد أكثر من 19 عاماً على آخر ظهور له في هذا الإطار (لولا فسحة الأمل/ 1994). سيتذكرها شارع الحمرا على أنها العمل الفني الذي أعاد الزحمة إلى محيط الـ«سارولا» بفعل خروج/ دخول الرحباني من/ إلى أحد مسارح هذا السنتر العريق، «مسرح المدينة».
ستتذكرها المخرجة لينا خوري وقد لا تتخطى صدمتها الإيجابية في المستقبل القريب. انتهت «مجنون يحكي» وعاد زياد إلى مسؤولياته الكثيرة، بعدما نَعِمَ بقسطٍ من عدم المسؤولية النسبي، ليس طيلة فترة المسرحية، إنما أثناء العرض فقط، فالأمسيات في «بلو نوت» و«راز» لم تتوقف. انتهت المسرحية المذكورة وبدأت تتوالى النشاطات. بعضها كان معلقاً، وبعضها الآخر استجَدّ. مثلاً، مساء اليوم، يقدم زياد الرحباني وفرقته «أورثوذكس» أمسية ينظمها مكتب العلاقات العامة في «جامعة البلمند» (الكورة / شمال لبنان).
لم يعد إحصاء المواعيد الفنية التي أحياها الرحباني منذ نحو سنة مسألة سهلة، لكن يمكن القول إن 2013 كانت استثنائية في مسيرته. أمسيات وحفلات بالعشرات، بعضها شكّل علامة فارقة على المستوى الفني (مهرجان زوق مكايل، أسواق بيروت، كنيسة دير مار إلياس في أنطلياس ...) وبعضها الآخر غير مسبوق (أمسية أنطلياس المذكورة). بالمناسبة، شارك زياد الأسبوع الماضي في حفل تكريم لوجوه فنية وإعلامية يقيمها BIAF (مهرجان بيروت الدولي للتكريم) سنوياً. الدورة الحالية حملت اسم الأخوين رحباني، ما حتّم دعوة صاحب «إلى عاصي» الذي اختصر مشاركته على النحو الآتي: مسّى على الحضور. قرأ كلمات المذهَب من «عالبال يا ليل الحبايب» (مسرحية «دواليب الهوا»/ 1965 للأخوين رحباني). أداها منفرداً على البيانو. دخل منها إلى «بكتب إسمك يا حبيبي» حيث لاقته الفرقة. شكر الجميع و ... غادر.
مساء اليوم، يعود الرحباني إلى الشمال بدعوةٍ هي الأولى من «جامعة البلمند» بعد حفلاته خلال الصيف في مزيارة وأنفِه. الفرقة الموسيقية متوسطة الحجم (أكثر من عشرين فرداً بين عازفين ومغنّين)، البرنامج كالعادة (أغاني، موسيقى، كلام وربما مفاجآت)، أما الدعوة فعامة.
أمرٌ وحيد لا يزال ينقص هذه المرحلة من مسيرة زياد هو إصدار ألبوم جديد، أو حتى أغنية أو مقطوعة موسيقية واحدة، رغم وفرتها في أرشيفه الضخم المسجَّل وغير المنشور أو غير المسجَّل حتى ... هل تعلمون أن في جعبة زياد ألبوماً كاملاً وجاهزاً منذ أكثر من عشر سنوات؟



زياد الرحباني: 19:30 مساء اليوم ـــ «أوديتوريوم الزاخم»، جامعة البلمند (الكورة، شمال لبنان)، للاستعلام: 06/930250