بين المقاطعة والغزو، يبدو مشهد افتتاح «معرض الكتاب الدولي في الرياض» اليوم محاطاً بسياج من الرقابة من الدولة والسلفيين الذين كانوا قد شنّوا حملة لمنعه. واللافت هذه السنة هو الغياب الكامل لدور النشر السورية بعدما منعت وزارة الثقافة والإعلام السعودية دور الشام من المشاركة في خطوة سياسية بامتياز. كما مُنعت «دار الجمل» العراقية من المشاركة للسنة الثانية، إضافة إلى تقليص مساحة أجنحة دور العرض المعروفة. من جهة أخرى، خرجت فتاوى المنع والتحريم بالذهاب إلى المعرض وشراء الكتب «الهدّامة». وكانت هذه الفتاوى قد انتشرت قبل أسابيع من افتتاح المعرض في ظل انتشار شائعة مفادها أنّ وزارة الثقافة والإعلام منعت مشاركة 40 داراً إسلامية، وهو ما نفته الوزارة لاحقاً. المحفل السنوي الذي يفتتح اليوم بمشاركة 600 دار عربية وأجنبية، وحلول السويد ضيف شرف، يعتبر الحدث الثقافي الأبرز في المملكة، من حيث توافر مساحة حرية لعرض كتب لا تحتويها المكتبات المحلية عادة، إضافة إلى ندوات تجمع بين المثقفين السعوديين والعرب على هامش المعرض.
أما القضية الأبرز التي قد تثير مشاكل للمنظمين هذه السنة، فهي سماح وزارة الثقافة السعودية للرجال والنساء بالحضور معاً خلال مواعيد الزيارة على عكس ما جرت عليه العادة. ما يعني احتمال ازدياد هجوم المتشددين على هذا الحدث. على أي حال، فحملات تشويه المعرض ومقاطعته بدعوى الاختلاط وتكفير كتّابه السعوديين والعرب بدأت منذ سنوات، وآخرها في معرض الكتاب 2011 حين هاجم المحتسبون الناشرين بدعوى بيعهم لكتب الفسق والفجور، وتهجموا على المذيعات الحاضرات للتغطية الإعلامية بتهمة التبرج والسفور.
إذاً، يترافق المعرض هذه السنة مع دعوات جديدة إلى المقاطعة ينادي بها المتشددون في السعودية حفاظاً على «القيم الإسلامية» مثل «المقاطعة ولا الغزو» و«الحرية أم الهوية».
وانتشرت هذه الدعوات على فايسبوك وتويتر تتصدرها صور للكاتبين يحيى الأمير وحمزة كاشغري المتهمين «بسبّ الدين والنبي». أما وكيل وزارة الثقافة ناصر الحجيلان، فصرّح بأن الرقابة ستكون فاعلة هذه السنة على الدور المشاركة!

«معرض الكتاب الدولي في الرياض»: من 6 حتى 16 آذار (مارس) ــ
www.riyadhbookfair.org.sa