بعد تكريم سلوى القطريب، ومنصور الرحباني، وزكي ناصيف في الأعوام السابقة... صار احتفال «جامعة البلمند» بأعمدة الأغنية اللبنانية سنوياً. اليوم، تستعيد جوقة الجامعة إرث فيلمون وهبي، بقيادة جينا متى رزوق، بينما يتولّى جورج حرّو قيادة الفرقة الموسيقية. يستعرض أعضاء الجوقة المحطات التي مرّ بها المؤلف والموسيقي الراحل كالمونولوج، والفولكلور، والطرب، والأغنية الشعبية. «تحية إلى فيلمون وهبي» ليست مجرد لفتة تكريمية فقط، بل تأكيد على عظمة الألحان التي لا تزال تفاجئنا بقدرتها على الاستمرار والتجدد في عالم الموسيقى، على الرغم من السنوات الطويلة التي مرّت منذ أن وضعها صاحبها. طلاب من مختلف الاختصاصات الجامعية، باستثناء الغناء والموسيقى، أسسوا «جوقة جامعة البلمند للغناء الشرقي» في عام 1992. انطلاقاً من حبهم للغناء والموسيقى، يحيي هؤلاء الطلاب حفلات التخرج والميلاد، إضافة إلى حفل تكريم الفنانين السنوية التي تقيمها جامعتهم. ترى قائدة الجوقة جينا رزوق، أن جوقتها «تواجه تحدياً صعباً» اليوم، «فألحان فيلمون وهبي، وإن كانت توصف بالسهل الممتنع للوهلة الأولى، إلا أنّ أداءها صعب».

وفي حديثها إلى «الأخبار» عن «الظاهرة التي لن تتكرر»، تشير رزوق إلى أن وهبي نوّع في ألحانه على أكثر من مقام، حتى في الأغنية القصيرة التي غالباً ما تقوم على مقام واحد. وتضيف رزوق إن وهبي الذي وصفته فيروز بـ«سبْع الأغنية وشيخ الملحنين»، كان يلحّن على مقام «الشوْق أَفْزا» الذي يجمع بين مقامي الصبا والعجم، وهو مقام يكاد يكون نادر الاستعمال اليوم. إضافة إلى ذلك، امتاز وهبي بالأغنية الفكاهية تلحيناً وأداءً. أمسية اليوم فرصة تجمع بين الموسيقي الراحل والأجيال الجديدة التي تعرف بالتأكيد أعمال وهبي، إلا أنها قد تجهل أنه مَنْ لحّنها. هكذا، سيغلب على برنامج الليلة الأعمال التي قدمتها فيروز من ألحان وهبي. اختارت الجوقة 16 أغنية تبرز عبقرية وهبي، إن كان في اللحن الموسيقي الذي يتنقل بسلاسة بين ألوانه، أو في كلمات الأغنيات التي أبدع في كتابتها. يتناوب على أداء هذه الأعمال أعضاء الجوقة الذين يرافقهم عازفون أساتذة من «المعهد الوطني العالي للموسيقى».
إذاً، سنكون على موعد مع «يا مرسال المراسيل»، و «يا دارة دوري فينا»، و«ليليّي بترجع يا ليل» (كورال)، و«من عزّ النوم»، و«بليل وشتي»، و«ورقو الأصفر»، و«طيري يا طيّارة» التي يشارك فيها كورال أطفال، إضافة إلى أغنيات فولكلورية من تلحين وهبي، مثل «عالعالي الدار» و«هدّوني هدّوني».