القاهرة | أوشكت القنوات الرئيسيّة في مصر على رسم الخريطة النهائيّة للأعمال الدراميّة في الموسم المقبل، وإن كان البعض يؤكد أنّ القائمة ستظل مفتوحة في انتظار مسلسلات أخرى لن يعلن عنها، إلّا قبل أيّام قليلة من ظهور الهلال. وإذا كان توزيع المسلسلات على الفضائيّات، قد بات شبه محسوم، فإن الصورة ما زالت غير واضحة في شأن البرامج.
واللافت هو طغيان برامج الـ «توك شو» السياسي بسبب الأزمة التي تشهدها البلاد، ما انعكس سلباً على البرامج الحواريّة المسجلة التي كان سوقها ينتعش بقوة في شهر الصوم كل عام، إذ كان مقدمو هذه البرامج يأخذون إجازة من برامجهم المعتادة، ويقدمون حوارات مختلفة مع نجوم الغناء والدراما، ووجوه أخرى لا تظهر على الشاشة طوال العام. غير أن الصورة مختلفة تماماً في موسم 2012، والسبب أن الأزمة السياسيّة «حرقت» كل الوجوه التي كانت سابقاً تعدّ أفضل البرامج لشهر الصوم. واللافت أن مَن توقّع هدوء الأوضاع السياسيّة في أم الدنيا، فوجئ بتوسع رقعة الأزمة، فخابت حسابات الذين اعتقدوا أنّ شهر حزيران (يونيو) سيحمل بداية مرحلة جديدة من الهدوء تمنح صنّاع المسلسلات والبرامج فسحة من الوقت لإعداد مضمون مختلف للموسم الدرامي الثاني بعد الثورة. وهو ما ينسحب ولو بنسبة أقل على سوق المسلسلات، إذ لم ينته بعد تصوير بعض الأعمال، ويرجّح ألا يتمكن بعضها من اللحاق بموسم الدراما السنوي، لأحد سببين، أولهما عدم استكمال التصوير، والثاني غياب فرصة التسويق الجيدة.
وبعد شبكة «تلفزيون الحياة» التي كانت أول من أعلنت مسلسلاتها وبعض برامجها (راجع الأخبار 1 حزيران/يونيو 2012)، تحرص القنوات المصرية الرئيسية على إنهاء خريطة برامجها في الشهر الفضيل على أمل إعلانها في بداية تموز (يوليو) المقبل. وأعلنت قناة «دريم» أخيراً فوزها بالعرض الحصري لمسلسل «فرتيجيو» للمخرج عثمان أبو لبن. وهو ثانية بطولات النجمة التونسيّة هند صبري في الدراما المصريّة، بعد مسلسل «عايزة أتجوز». والعمل الجديد من كتابة محمد ناير عن رواية بوليسيّة تحمل الاسم نفسه للكاتب أحمد مراد، تُرجمت إلى الإنكليزيّة والفرنسيّة والإيطاليّة. ويشارك صبري البطولة كل من يسرا اللوزي والتونسي ظافر العابدين. وتعرض المحطة حصرياً مسلسل «كاريوكا» للمخرج عمر الشيخ، وبطولة وفاء عامر عن سيرة الراقصة المصريّة الشهيرة تحية كاريوكا، كما تعرض «دريم» برنامج «التفاحة» الذي تخوض به نيكول سابا تجربة تقديم البرامج للمرة الأولى. وأجّلت القناة إعلان المسلسلات التي ستتقاسم عرضها مع المحطات الأخرى إلى وقت لاحق.
أما cbc، فقد حصلت للعام الثاني على التوالي على العرض الحصري لمسلسل غادة عبد الرازق «مع سبق الإصرار» للمخرج محمد سامي. وتحتكر أيضاً مسلسل «9 جامعة الدول» من بطولة خالد صالح، ومريم حسن وإخراج محمد مصطفى. والمقصود بجامعة الدول هنا، شارع جامعة الدول العربية الشهير في ضاحية المهندسين.
أما «cbc دراما»، فتعرض مسلسل «البلطجي» من بطولة آسر ياسين وكنده علوش وإخراج خالد الحجر، الذي حلّ بديلاً عن المخرج هشام عكاشة في تنفيذ العمل، كما تعرض المحطة مسلسل «طرف تالت» مع محمود عبد المغني وأميرة كرارة وعمرو يوسف ومعظم أبطال مسلسل «المواطن اكس». علماً أنّه من تأليف هشام هلال وإخراج محمد بكير. ورغم أنّ المحطة تضم عدداً من الإعلاميين، منهم لميس الحديدي، وخيري رمضان، ودينا عبد الرحمن، وعادل حمودة، فهي لم تحسم خياراتها حتى الآن في البرامج الحواريّة الرمضانيّة.
أما قناة «المحور»، فقد حسمت عرض ثلاثة مسلسلات حتى الآن ستقدَّم بالتزامن مع فضائيات أخرى، هي «شربات لوز» مع يسرا وسمير غانم وإخراج خالد مرعي، و«طرف تالت»، و«خرم إبرة» مع عمرو سعد وإخراج إبراهيم فخر. وينتظر أن يطلّ عمرو الليثي في برنامج يحمل طابع التحليل النفسي للضيوف. أما محطة «النهار»، فلن يقل عدد مسلسلاتها عن ستة، تتوزع بين القناة الأم و«النهار دراما». وما بات مؤكداً أنّها ستعرض مسلسلات «طرف تالت» و«شربات لوز» و«سيدنا السيد» مع جمال سليمان وإخراج إسلام خيري، ثم «سر علني» مع إياد نصار وغادة عادل وإخراج غادة سليم، إضافة إلى مسلسل «زي الورد» للمخرج سعد هنداوي وبطولة يوسف الشريف ودرة وصلاح عبد الله، ثم «كيد النساء2» مع نبيلة عبيد وفيفي عبده، كما يرجّح أن تعرض مسلسل «الأخت تريزا» مع حنان ترك. وحصلت «روتانا مصريّة» على العرض الحصري لمسلسل أحمد السقا «خطوط حمراء» للمخرج أحمد شفيق، إضافة إلى مسلسل «نابليون بونابرت» للمخرج شوقي الماجري. ويرصد العمل الذي كتبته عزة شلبي الحملة الفرنسية على مصر، ويؤدي الممثل الفرنسي غريغوار كولن شخصيّة نابليون.
إذاً، تتضح ملامح الموسم شيئاً فشيئاً على شاشات المحروسة، التي يتزايد عددها على نحو لافت في الآونة الأخيرة، وسيعلن في غضون أيّام ما تبقى من مفاجآت. فيما لم يحدد مصير معظم مسلسلات النجوم الشباب والسؤال: هل تتمكن إحدى المحطات الجديدة، من نيل نصيبها من المشاهدة في ظل رهان شبكة «الحياة»، وبعدها «النهار» وcbc على اكتساح الساحة؟