عكّا | قبل نحو عام، قدمت ناي الالبرغوثي للمرة الأولى عرضها «منيتي» في رام الله، لتتنقل لاحقاً إلى القاهرة ثم حيفا والناصرة ورام الله مجدداً ضمن مهرجان «وين ع رام الله» الأخير. وها هي تصل إلى بيروت التي ترى أنّ كل فنان فلسطيني يحلم بالوقوف على خشبات مسارحها. في أمسيتها المرتقبة يوم الجمعة المقبل، ستقدم ناي مجموعة من الأغنيات الطربية العربية «بسبب جمالها والتحدي الذي يكمن في أدائها، وأيضاً بسبب انفضاض الجمهور العربي عن سماعها في الوقت الراهن»، كما تقول لـ«الأخبار».
وتضيف: «مع ظهور جيل جديد من المغنين والمغنيات الذين يركزون بمعظمهم على الفيديو كليب أكثر من اللحن والكلمة والألحان البسيطة، جرى تخريب ذائقة الشباب، وما عادوا يستمعون إلى أغنيات الطرب العربي الأصيل. باتت كأنها محفوظة في متحف ذي أبواب مغلقة». لذا، أرادت ناي وأستاذها خالد جبران إعادة الاعتبار إلى هذا الكنز الفنّي وتقديمه بأسلوب معاصر يستطيع الجيل الجديد التواصل معه بنحو أفضل. هكذا جاء عرض «منيتي». لكنّ ناي ستسمعنا أغنية إضافية في العرض البيروتي كانت قد قدّمتها في أمسية مهرجان «الجنينة» في القاهرة عام 2011. إنّها «بلادي بلادي بلادي» النشيد الوطني المصري. بعد سماع الأغنية من ناي، قالت إحدى النساء الحاضرات في الأمسية يومها: «لم أسمع أحداً يغني النشيد الوطني بهذا القرب الحسّي من أغنية سيد درويش الأصلية». اليوم، تصف ناي شعورها بزيارة مصر قائلةً: «تقديم «منيتي» في مصر كان مهماً وملهماً وتجربة غنية بالنسبة إليّ. وتمنيتُ أن تغدو فلسطين حرّة كشعب مصر، وتمنيت أن تكون عزيمتنا كعزيمتهم».
حين سألناها عن مشروع جديد تعدّ له بعد «منيتي»، ذكّرتنا بأنّه منذ ولادتها، كان والداها (صفاء طميش والناشط المعروف عمر الالبرغوثي) حريصان على إسماعها الموسيقى الجميلة والمنوّعة من مختلف أنحاء العالم. لكن منذ البداية، كانت تميل إلى أعمال الطرب، وخصوصاً القديمة كأم كلثوم وعبد الوهاب اللذين تصفهما بالصديقين. وتضيف: «تجربتي في التأليف الموسيقي وتقديمي أغنيات الطرب كلّها تعبّر عن أفكاري، وكلّي أمل بأن أعمل على مشروع موسيقي متعدد الأنماط ومختلف في المستقبل القريب. هكذا أنا طوال عمري، لا أحبّ أن أحصر نفسي في مكان ضيق».
عن حلمها تقول: «أرغب في أن أساهم في افتتاح جامعة للموسيقى بكلّ أنماطها، وخصوصاً العربية المهملة في مكاننا وزماننا. أتمنى أن أمنح كلّ موهوب الفرصة لأن يتعلّم الموسيقى، لكنه حُرمها بسبب غياب المعاهد في الوطن العربي، وخصوصاً في فلسطين، بسبب عوامل عدة، منها الاحتلال».