في بيان أذيع الخميس على نشرة الأخبار، أكّدت الـmtv أنّها ليست مصابة بآفة الـ «هوموفوبيا»، أو رهاب المثليّة، بل تتعرّض لـ«حملة مغرضة ومبرمجة» لتشويه صورتها. ذات مرّة، أعلنت المحطّة أنّها ليست عنصريّة، وصدّقناها طبعاً. وها نحن نكتشف أنّها ليست ضد قوم لوط. فوق مبنى المحطّة و«استوديو فيزيون» في النقّاش، ترفرف من الآن فصاعداً، أعلام عملاقة بألوان قوس القزح. لم يعد ينقصنا سوى أن نسمع الأم «تي في» تعلنها حرباً شاملة على اسرائيل، بملايين فيلتمان المخصصة لمواكبة «الثورات العربيّة»، كي نكبس على الريموت وتنتهي المشكلة.
كيف لم ننتبه طوال هذا الوقت إلى أنّ mtv، كما ورد في البيان رقم واحد، «أول المدافعين عن الحريات الشخصية والعامة، ومن أول المطالبين بتعديل القوانين المجحفة في حق المثليين لإخراجهم قانونياً واجتماعياً من دائرة الظلم التاريخي الذي يتعرضون له»؟ ربّما لم نتابع برامجها جيّداً، أو أن الأمر التبس علينا قليلاً. لعلّ ذلك الصبي الشاطر الذي يتقن فن التشهير والوشاية والنبش في القاذورات «لتحقيق شعبيّة وهميّة مفقودة»، يقدّم برنامجه «الثقافي الرفيع» على محطّة أخرى. نحن واهمون بالتأكيد: لم تفتِ المحطّة لمشاهديها بالحد الفاصل بين «الفضيلة» و«الخلاعة»، لم تطلق على مواطنين مهمّشين أحكامها الظلاميّة، متناسية أن المتهم بريء حتّى اثبات العكس. لا شك في أن الكاميرا التي نزلت السبت الماضي تحورب مع قوى الأمن، خلال مداهمة سينما بلازا في النبعة، تابعة لـ«الميادين» مثلاً. كل شيء ممكن!
هناك إذاً من يتلاعب بعقولنا. لكنّ mtv فكّكت المؤامرة التي كانت تحاك ضدّها، وأسقطت القناع عن عصابة الكفّ الأسود التي يقودها الأخوان صاغيّة. ما كشفه تلفزيون المرّ في بيانه إلى الرأي العام، خلال نشرة أول من أمس، وسهت عن بعض تفاصيله جريدة «السفير» التي رصدت الخبطة أول بأوّل، يأتي دليلاً قاطعاً (لمن كان لا يزال يساوره الشكّ) على جديّة المحطّة وصدقيّتها: «الحملة («المغرضة المبرمجة») يقف وراءها محامي جريدة «الأخبار» و«جمعية حلم» نزار صاغية، وشقيقه المشكَل من جريدة «الأخبار» إلى الـlbc حيث تسلم منصب مدير (غرفة) الأخبار مكان الزميل جورج غانم». الأوّل محام، يناضل من أجل الدفاع «عن الحريات الشخصية والعامة». مثل mtv يعني! بصراحة، لم نفهم تماماً ما هو جرمه... والثاني صحافي، يحاول أن يأخذ التلفزيون إلى مكان آخر، من دون علم أخيه، ولا حتّى علم جمهور lbc نفسه. ما الذي جمعمها في هذه المؤامرة المغرضة على تلفزيون المثليين في لبنان وسائر المشرق؟ لا ذكر لخالد صاغيّة بالاسم في بيان mtv، لكن الصفة تكفي. فهو «الشقيق المشكَل» (؟)، والارهابي الآتي من جريدة «الأخبار» إلى lbc. ولمعلوماتكم: المحطة المذكورة التقى صاحبها بيار الضاهر مسؤولاً سوريّاً كبيراً في ٢٣ تمّوز (يوليو)، حسبما كشف الخبر التالي في النشرة التنويريّة نفسها، نقلاً عن مصادر جديرة بالثقة. وهذا اللقاء يواصل مذيع النشرة، «سبقه انتقال عدد كبير من صحافيّي جريدة «الأخبار» القريبة من «حزب الله» إلى غرفة أخبار lbc». يا جماعة، قد تكون الـmtv برئت من الـ«هوموفوبيا»، لكن المحطّة يبقى وضعها مقلقاً، إذ إنّها مصابة بحالة هذيان نابعة من «بارانويا» حادة. من يشفيها من عقدة الاضطهاد تلك؟ من يخرجها من رهاب جريدة «الأخبار»؟