بين حملة على «فايسبوك» للمطالبة بإصلاح النظام، وأخرى للمطالبة بالحوار في القضايا الأساسية التي تشغل بال المواطن، ونقاشات مستفيضة على «تويتر» في آفاق المرحلة المقبلة في ظل المتغيرات الخارجية والداخلية، يتنامى نشاطٌ شعبي سعودي يتقاطع مع نشاطات عربية أخرى، مضفياً عليها نكهة محلية. نشاط أثمر بياناً لـ«شباب 23 فبراير» يتبنى مجموعة من المطالب الإصلاحية الأساسية، رفع على شكل كتاب مفتوح إلى العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز آل سعود مع عودته إلى البلاد.منذ بداية التسعينيات، مروراً ببداية الألفية الجديدة، حتى اليوم، عمد بعض المثقفين والأكاديميين إلى إصدار بيانات مطلبية في لحظات مهمّة، تحمل مطالب إصلاحية أساسية. وهذا البيان يستلهم تجارب مهمة في هذا الإطار ويضيف إليها نفساً شبابياً في الشكل والمضمون، وظهوراً في لحظة زمنية مفصلية في تاريخ المنطقة العربية تظهر فيها الشعوب صانعةً للحدث. يعبّر البيان بوضوح عن طموح شبابي سعودي بتغييرات تتناسب مع حجم التطلعات وتحديات المرحلة. ويبدو البيان تعبيراً عن حالة أقل نخبوية وأكثر شعبية تبلورت على صفحات الإنترنت، حيث حيويةٌ في النقاش، وجرأةٌ في الطرح لم يسبق لهما مثيل، وحيث الإنترنت ساحةٌ للدفع باتجاه تكوّن ثقافة مطلبية جديدة تنتج حراكاً مؤثراً يغيّر الواقع.
الحيوية والجرأة دفعتا بعضهم إلى نقد البيان من باب انخفاض سقفه عن المتوقع والمأمول، فيما أيده آخرون باعتباره يقدّم خطوطاً عريضة لعملية إصلاح واسعة. لكن الأهم أنّ البيان يسجل موقفاً صريحاً ويفتح باباً للنقاش في تفاصيل الخطوط العامة الواردة فيه، ما يجعله «مشروعاً تأسيسياً» أكثر من كونه بياناً مطلبياً. هناك فرصة ذهبية أمام هذا البيان لتحويل «23 فبراير» إلى تاريخ مفصلي في مسيرة الإصلاح، من خلال تحويله إلى حالة شعبية كاملة، ما يعني فتح الباب أمام نقاش شعبي موسع على الإنترنت، وتكوين رأي عام يكون رافعة لمطالب البيان... وفي المحصلة تحقيق الزخم الشعبي المطلوب للتأسيس الحقيقي لمرحلة جديدة يسهم فيها الجميع في صناعة المستقبل. في عصر الشعوب وثورة الاتصالات التي حلّت إشكالات وذللت عقبات كثيرة، من الضروري التأسيس لثقافة «نريد» وتفعيلها بكل الأشكال لمنع الاستغراق الكامل في «ثقافة المعاريض».

روابط اضافية:

http://www.massdar.net/site/shownews.php?&nid=2556


http://menber-alhewar6.org/news.php?action=view&id=8121


http://www.nytimes.com/reuters/2011/02/23/world/middleeast/international-us-saudi-king.html?_r=2