عند مدخل استديو قناة «الحياة» في مدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة، وضعت إدارة المحطة ملصقاً كبيراً لمسلسل «الشحرورة». ورغم أنّ الاستديو لا يزوره إلا العاملون فيه والضيوف، جاء البوستر ليؤكد أن القناة المصرية الأبرز تراهن بقوة على سيرة «الصبوحة» في سباق رمضاني يُعد الأصعب في تاريخ الدراما المصرية. لكنّ «الحياة» ومعها قناة «المستقبل» اللبنانية ليستا وحدهما مَن تصدى للرهان. العمل بحد ذاته مغامرة كبيرة سواء بالنسبة إلى كارول سماحة التي عرفها الجمهور المصري مغنية فقط، أو لصباح التي يظن الجمهور أنّه يعرف الكثير عنها. لكنّ كارول سماحة وصنّاع المسلسل أكدّوا أنّ الجمهور سيتابع مراحل تاريخية مجهولة في حياة «الشحرورة». وكانت أسرة العمل قد احتفلت أول أمس في القاهرة بقرب انتهاء التصوير، فيما غاب عن الاحتفال معظم الممثلين الذين يساندون كارول في التجربة.
وقالت كارول سماحة إنّ لا علاقة بين اعتذارها عن عدم المشاركة في مسلسل «أسمهان» وقبولها بـ«الشحرورة». وتابعت أنّه عندما اعتذرت عن «أسمهان»، لم يكن «الشحرورة» قد عرض عليها بعد. كذلك أسمهان أقل شهرة من صباح لدى المشاهد العربي بحسب الفنانة اللبنانية. وهو الأمر الذي شجعها على قبول المغامرة التي خافت منها في البداية لولا إصرار المنتج صادق الصباح والمخرج أحمد شفيق. وأضافت أنّ تجربتها التمثيلية لا تقتصر على الأعمال المسرحية فحسب، بل كانت لها مشاركات درامية أيضاً. لكنها تابعت بأنّ الحكم سيكون طبعاً للجمهور.
وخلال المؤتمر، أشارت سماحة إلى أنّها كانت مشغولة جداً بوصولها إلى روح صباح التي جلست معها طويلاً قبل التصوير، وشاهدت ساعات طويلة من الأفلام والبرامج التي ظهرت فيها على مدى مسيرتها الفنية الطويلة. وأكّدت أنّها اختارت البدء بمشاهد صباح وهي في مرحلة عمرية متقدمة حتى تعتاد الشخصية لأنها كانت تعرف صباح في هذه المرحلة مثل معظم الجمهور. ثم رجعت بالزمن إلى الوراء وبدأت بتصوير شخصية الفنانة الثمانينية في مرحلة الصبا والشباب عندما كان شعرها لا يزال أسود وقصيراً. لكن هذا لم يمنع كارول من تصوير ـــــ في يوم واحد ـــــ بعض المشاهد التي تظهر صباح في خمس مراحل مختلفة.
وعن غياب صباح عن المؤتمر الصحافي الذي عُقد للمسلسل في بيروت، قالت كارول إنّ «الشحرورة» كانت تعاني متاعب صحية، نافيةً أن يكون هناك خلاف ما حال دون حضور الأسطورة اللبنانية المؤتمر. فيما أشار المنتج صادق الصباح إلى أنّ هناك ثلاث شخصيات فقط قُدِّمت في المسلسل مع تغيير اسمها الحقيقي. ثم كشف المؤلف فداء الشندويلي لاحقاً أنّ الشخصيات الثلاث هي فيروز والأخوان رحباني، لكن الجمهور سيتعرّف إليهم بسهولة في العمل. ونفى المخرج أحمد شفيق وجود أي خلاف بينه وبين كارول في الكواليس، عكس ما أشيع، مؤكداً أنّه تعامل مع المسلسل بوصفه عملاً درامياً لا سيرة ذاتية حتى لا يقع تحت ضغط المقارنة مع الشخصية الأساسية. وتمنى أن يتعامل الجمهور مع المسلسل بما هو قصة صعود مطربة شهيرة من دون التركيز على المقارنات منذ المشهد الأول. فيما أشار السيناريست فداء الشندويلي إلى أنّ العمل يقدم القليل من سيرة صباح التي تحتاج إلى 3000 حلقة، لكنّه يركز على النشأة والبدايات التي لا يعرفها كثيرون، وهو الأمر الذي ساهم في زيادة الميزانية المرصودة للعمل التي تخطت حاجز الـ4 ملايين دولار.