لن ينتظر المصطفى، المختار الحبيب، في ميناء أورفيليس طويلاً؛ لأنّ السفينة ستأتي، وتحمله قريباً إلى... هوليوود! للمرة الأولى منذ إنجاز جبران خليل جبران لـ«النبي» عام 1923، يتجرّأ الفن السابع على نقله إلى الشاشة في شريط تحريك ثلاثي الأبعاد. إنّها مغامرة من دون شكّ. الكتاب بنبرته الفلسفية الحكميّة، ليس مادةً سهلةَ التطويع سينمائياً... لكن من الطبيعي أن تغري شهرة «النبي» الشاشة. الكتاب ما زال حتى اليوم يتصدّر المبيعات في الولايات المتحدة، رغم أنّ الكثير من النقاد رأوا فيه إحالات إلى «زرادشت» نيتشه.«حاز المنتجون حقوقَ الفيلم من «لجنة جبران الوطنيّة» التي ستحتفظ بنسبة 5 في المئة من هذه الحقوق»، بحسب رئيس اللجنة طارق الشدياق. ويلفت هذا الأخير إلى أنّ اللجنة أشرفت على اختيار فصول الكتاب التي ستُنقَل بلغة التحريك. صاحبة المبادرة الإنتاجية هي الممثلة المكسيكية سلمى حايك، من خلال شركتها «فانتاناروزا»، بالتعاون مع المنتجين الأميركيين كلارك بيترسون، ورون سينكوفسكي. وستسهم شركة mygroup اللبنانية في جزء من الإنتاج الذي تبلغ قيمته الإجماليّة 12 مليون دولار. علماً بأنّ صاحبي الشركة هيثم ونائل نصر، لا يملكان أي تجربة فنيّة. وستتولى شركة «ميديا إنترناشونال بيكتشرز» توزيع العمل الذي سيصل إلى «الصالات العالمية خلال عطلة عيد الميلاد 2012»، بحسب مديرها التنفيذي محمد فتح الله. ويعدنا الأخير بأن العمل سينجح تجارياً، لأنّه سيتناول المواضيع العامة مثل الحب والزواج والأولاد، «ولن يتطرّق إلى المسائل الجدليّة الدينية أو السياسية في «النبي»» على حد تعبيره. يبدو أنّ أصحاب المشروع يطمحون إلى نسخة مسالمة من رائعة جبران، تُبقيها في إطارها المؤسساتي المدرسي.
لكنّ «النبي 3D» سيكون تحفة فنيّة على ما يبدو، تضع الكتاب في إطاره الإنساني العام. سيأخذ الفيلم شكل سلسلة لوحات متصلة، وسيشتغلها رواد في مجال سينما التحريك المستقلّة، منهم الإيرانية مرجان سترابي، والفرنسي سيلفان شوميه، والأميركيان نينا بالي، وكريس لاندرث... وسيستلهم هؤلاء لوحات بقلم جبران، إضافةً إلى الحفاظ قدر الإمكان على روحيّة النص الأصلي. ما علينا إذاً سوى الانتظار مع المصطفى... في ميناء أورفيليس.