جدران دمشق بورصة شعارات
دمشق | تفتقد دمشق في هذه الأيام ألوان الإعلانات التي كانت تزيّن شوارعها قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية. خلال الأشهر الماضية، غاب أيّ إعلان لـ«مهرجان دمشق السينمائي» المرجّح إلغاؤه. كما غابت صور المطربين العرب الذي كانوا يحيون ليل العاصمة السورية خلال موسم الأعياد. صارت الشوارع حكراً على الشعارات والهتافات الرنانة. ورغم امتعاض الشارع السوري من هذه اللغة المستجدة، يصرُّ بعض رجال الأعمال على إطلاق آرائهم في لافتات طرقية أشبه بحملات انتخابية. يأمرنا أحدهم بـ«أن نرفع الشعارات من أجل الوطن»، ولا ينسى أن يمهر الدعوة بتوقيعه كي يكتمل المشهد. إعلان آخر يتبرّع بتعريف الحوار، «على أنّه الوسيلة الوحيدة للخروج من الأزمة»، ويقول آخر: «لا يبني الوطن إلا أبناؤه، ولا يخرّبه إلا أعداؤه». ويستطرد صاحب الإعلان: «الحرية لا تعني الفوضى، والديموقراطية لا تعني قتل الآخرين». حقاً، إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب!