دمشق | منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية في سوريا، برز اسم السيناريست السورية ريما فليحان. هذه الأخيرة لم تتردّد في التعبير عن مواقفها المعارضة للنظام، فصاغت «بيان درعا» الشهير (بيان الحليب) الذي وقعه عشرات الفنانين والمثقفين السوريين. ثم أطلت على قناة «الجزيرة» لتتحدّث عن هذا البيان، فتعرّضت بعدها للتهديد، كما قالت، إلى جانب التشهير بها على أكثر من موقع إلكتروني، لكن السيناريست السورية لم تقف هنا، بل دعت مع مجموعة من زملائها إلى تنظيم تظاهرة سلمية في 13 تموز (يوليو) الماضي، ما أدى إلى اعتقالها مع مجموعة من الفنانين، بينهم الممثلة مي سكاف والسيناريست يم مشهدي...
وبعد الإفراج عن هؤلاء، واصلت فليحان نشاطها، فطالبت بالإفراج عن المعتقلين، ومحاسبة المسؤولين عن عمليات القتل. ثم طالبت بالحماية الدولية، مؤكدةً أن ذلك لا يعني التدخّل العسكري، لكن يبدو أن هذا التصريح الأخير لم يعجب كثيرين، فعُمّم اسمها أمنياً بهدف اعتقالها مجدداً.
هكذا، توارت كاتبة «قلوب صغيرة» عن الأنظار، قبل أن تقرر مغادرة الأراضي السورية من درعا متوجّهةً إلى الأردن. وقد نشرت فليحان تفاصيل مغادرتها سوريا على صفحتها على فايسبوك. على الموقع الشهير، كتبت: «قبل أن أخرج قررت أن أتنشق بعض الحرية، فبدأت رحلتي بتنشق بعض الهواء من حول المسجد العمري وشوارع درعا... رحلتي بدأت من هناك نحو التشرد والمجهول. ساتر تراب كان يفصل بين وطن وروحي العالقة في سمائه، ووطن آخر قد أكون آمنة فيه من وسائل التعذيب والوحشية التي تتربص بي... حاولت قطع الساتر، لكنني أصبت بنوبة ربو أسقطتني على الأرض». وتتابع: «أنا اليوم لاجئة وأشعر ببرد فظيع وحنين وأريد العودة إلى الشام». وما إن مضت ثلاثة أيام على عبور فليحان الحدود السورية ـــــ الأردنية هرباً من الاعتقال، حتى استضافها تلفزيون «الجزيرة» من عمان (يوم الجمعة الماضي). «الأخبار» تواصلت مع فليحان عبر الإنترنت، لتؤكّد صحة كل ما كتبته على صفحتها على فايسبوك، وتؤكّد أيضاً ما جاء في الشريط الذي أظهرها تشارك في إحدى التظاهرات في حمص.
إلا أن ريما فليحان ترفض في المقابل الإجابة عن أسئلة أخرى تتعلّق بالاتهامات التي بدأ يوجهها البعض عن سبب وجودها في حمص، وهو التحريض الطائفي، فتقول ببساطة «لا يمكنني أن أرد هذا الاتهام... ولست أنا من يقبل تهمة التحريض».
من جهة أخرى، وبعد انتشار خبر وصول فليحان إلى الأردن، ظهرت صفحات على فايسبوك تهاجمها وتشتمها، لكنّ جمهور الكاتبة افتتح صفحة أخرى بعنوان «ريما فليحان منحبك»، تحمل صورتها مذيلة بجملة «سوريا لنا جميعاً، وتتسع لنا جميعاً بالمحبة والقانون والعقلانية.. دمتم ودامت سوريا». وتحكي الصفحة عن تاريخ فليحان والأعمال التلفزيونية التي كتبتها.



إبراهيم الجبين أيضاً معارض

لم يتداول الشارع السوري اسم الكاتب والإعلامي السوري إبراهيم الجبين على نحو كبير يوماً. إلا أن هذا الأخير عاد إلى الواجهة أول من أمس عندما أعلن بوضوح انضمامه إلى صفوف المعارضة السورية، فنشر بياناً على فايسبوك جاء فيه: «يشرفني اليوم، كرمى لعيون حمزة الخطيب... وشهداء طريق الحرية المشرقة أن أتقدّم باستقالتي من «التلفزيون السوري».... كما أتقدّم باستقالتي من «اتحاد الكتاب العرب»، تلك المؤسسة التي لم تقف مع الشعب ولا مع الثورة، كما أتقدم باستقالتي من «اتحاد الصحافيين السوريين»، الذي تضاءل تأثيره وحضوره حتى صار مجرد حفنة أبواق تمجّد الطاغية...».