استقبلت جمعية «زقاق» أخيراً الكوريغراف والراقص الفرنسي لوران بيشو ضمن إقامة فنيّة في الاستديو التابع للفرقة. وصل بيشو الى بيروت بهدف العمل على «المنمنمة» الخاصة به، التي قدّمها إلى الجمهور في استديو «زقاق» (منطقة العدلية). الـ «منمنمات» مشروع أطلقه منذ خمس سنوات محترف «أوفيشينا»، الذي يتخذ من مرسيليا الفرنسية مقراً له. يقوم المشروع على الإبداع المتجول، ويركز على الحوار والتبادل بين فناني حوض المتوسط.
خلال إقامته الفنية، يخلق الفنان في أسبوع واحد مشروعه «المنمنم» عن الموضوع المقترح: الحب والعلاقة مع الآخر وحدود العلاقات الحميمة. يهدف المشروع إلى تبادل الرؤى ووجهات النظر في العلاقات الذكوريّة الأنثويّة عبر عروض يؤديها الفنانون المدعوون إلى الإقامات الفنيّة. وسوف تعرض كل المنمنمات المنجزة خلال السنوات الخمس للمشروع ضمن مهرجان «دانسم 2011»، المقام حالياً في مرسيليا. بدأ التعاون بين «زقاق» و«أوفيشينا» في مشروع «المنمنمات» عام 2010، مع الإقامة الفنية التي قامت بها دانيا حمّود (زقاق) في المغرب، وعرضت نتيجتها في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا. وهذا العام، سينضم فنانان آخران من لبنان إلى المشروع، هما المخرج المسرحي عمر أبي عازار (زقاق) والممثلة والراقصة الخلود ياسين. وسينفذان عرضين ضمن إقامة فنية تستضيفهما في مرسيليا.
أما بيشو، فعمل على مدى ستة أيام مع شخصين لبنانيين في علاقة حب، هما الراقصة كارولين حاتم وزياد أبي عازار، بهدف الخروج باقتراحات كوريغرافية تتعلق بالحب والعلاقة مع الآخر. صوّر بيشو اللقاءات بين الثنائي ليكون الفيديو المادة الأساسيّة التي يرتكز عليها عمله. في الاستديو، قرّر بيشو عدم الرقص، بل تقديم عرض موقعيّ من خلال تفاعله مع الفيديو المعروض على الحائط. نشاهد لحظات حميمة بين الثنائي، اللذين يقرآن نصاً في غرفة مغلقة، ومشهداً آخر على الشاطئ حيث يغسل زياد أجزاءً من جسد كارولين بمياه البحر، ثم يلعب الهارمونيكا، ويقبلان بعضهما بعضاً... يتفاعل بيشو مع هذه المواد المصورّة، بسلاسة وشاعريّة. يضيف ويعلّق عناصر على حائط العرض. تتداخل أغراضه المضافة مع مادة الفيديو الأساسيّة. خريطة لبيروت، وأخرى للبنان تأخذان مكانهما كجزء من الصورة. من أغراض بسيطة كخرقة مطبخ يزيدها على فستان كارولين، يخلق بعداً ثالثاً للصورة. وبمساعدة صور جلبها من المتحف، يركّز على الأوجه والشفاه مازجاً بين حاضر الفيديو والتاريخ الذي تمثّله الصورة المضافة. كذلك بواسطة شريط لاصق، يخلق ظلاً خارجاً عن الصورة، وبالشمعة يوحي بالبخار المتصاعد من القهوة. عرض قد لا يكون متعمقاً في استكشاف التقنيّة المطروحة، لكنه استطاع خطفنا، ولو لحظات، إلى قصة حب صغيرة بين كارولين وزياد.

www.zoukak.org