عكا | خلال سنوات قليلة، استطاعت «الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» PACBI اختراق الحواجز العالمية وكسب حلفاء جدد في معركتها الرامية إلى مقاطعة إسرائيل أكاديمياً وثقافياً، بدءاً من أوروبا وصولاً إلى الولايات المتحدة، مروراً بكندا، والهند، وجنوب أفريقيا. عمر البرغوثي، أحد مؤسسي PACBI و«الحملة العالمية لمقاطعة اسرائيل، وسحب الاستثمارات منها، وفرض العقوبات عليها» (BDS ــ تعنى فقط بالمقاطعة الاقتصادية لإسرائيل) يقول لـ «الأخبار» إنّ الحملة الدولية لمقاطعة اسرائيل استطاعت سريعاً كسب تأييد عالمي، وتحديداً في بريطانيا وإيرلندا وجنوب أفريقيا.
ويذكّر هنا بأنّ حملة المقاطعة ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا تطلبت أكثر من 20 عاماً لتصبح مؤثرة في التيار السائد في الغرب.
ويذهب البرغوثي إلى تعداد إنجازات الحملة، وأهمها «طرح خطاب حقوقي شامل يعيد تعريف الشعب الفلسطيني لأصوله، ويشمل الأجزاء الثلاثة التي قسّمها الاستعمار الاستيطاني الصهيوني لأرضنا منذ نكبة 1948، ويعيد الاعتبار إلى أنّ فلسطينيي 48 هم جزء لا يتجزأ من شعبنا، وأنّ اللاجئين هم أغلبية هذا الشعب. لقد حُذف فلسطينيو 48 من تعريف الشعب الفلسطيني في وثائق أوسلو وما تلاها من اتفاقيات مذلّة تقوض حقوقنا، كما جرت محاولات عديدة لتفريغ حق العودة من مضمونه بتواطؤ مسؤولين فلسطينيين».
وعن طبيعة عمل PACBI والوسائل التي تتبعها لممارسة الضغط على الأكاديميات العالمية والفنانين والمثقفين، يعلّق البرغوثي بأنّ PACBI التي تأسست عام 2004 بوصفها «أوسع تحالف في المجتمع المدني الفلسطيني وائتلافات حق العودة، واتحادات النقابات المهنية والمؤسسات الأهلية والحركات الشعبية، باتت تتمتع بشركاء وحملات تتبنى المبادئ ذاتها في بلدان عديدة حول العالم. تعمل الحملة على عزل المؤسسات الأكاديمية والثقافية الإسرائيلية لتواطئها مع نظام الاضطهاد الإسرائيلي المزدوج لشعبنا. وهي تقوم بذلك من خلال رفع الوعي حول طبيعة هذا التواطؤ، ومن خلال حملات عينية لمقاطعة مؤتمرات ومعارض ومهرجانات وأنشطة تقيمها هذه المؤسسات الإسرائيلية أو تقام بمشاركتها في العالم. مثلاً، قامت حملة PACBI بمكوناتها الفلسطينية والعالمية بالتصدي لحملة إسرائيلية ممولة من وزارة الخارجية الإسرائيلية، أطلقت عام 2005 بهدف إبراز «وجه آخر» لإسرائيل، أو إضفاء صفات «الديموقراطية» و«التحضر» والتطور العلمي والانفتاح الفني على سمعة إسرائيل في العالم بهدف تغيير صورتها الآخذة في التشكل في الرأي العام العالمي، بوصفها دولة استعمارية وعنصرية وعنيفة. وبعد سنوات من تلك المواجهة في ميادين المسارح والمتاحف والأندية والمؤتمرات الأكاديمية والعروض الفنية بأشكالها، اعترفت «وكالة الأنباء اليهودية» في الولايات المتحدة بفشل الحملة الدعائية الإسرائيلية».
لكن كيف تضمن الحملة والقائمون عليها تطبيق معاييرها ودعواتها؟ يجيب «عندما نتوجه إلى فنان عالمي، لنقنعه بعدم إقامة حفل في تل أبيب نستند إلى معايير المقاطعة ومناهضة التطبيع المنشورة على موقع الحملة الإلكتروني. وعندما نصل إلى قناعة بأن الفنان المعني لا يكترث لمبادئ المقاطعة، نصدر موقفنا في رسائل مفتوحة أمام الرأي العام لفضح خرق معايير المقاطعة. هذا بدوره يحرك حملات الضغط على الفنان، وخصوصاً من معجبيه لتغيير رأيه».



اختراقات BDS

يشير عمر البرغوثي إلى أنّ حملة BDS التي تأسست عام 2005، تعنى فقط بالقطاع الاقتصادي، أي مقاطعة منتجات الشركات الإسرائيلية والعالمية المتورطة في جرائم إسرائيل الاستعمارية والعنصرية ومخالفاتها المستمرة للقانون الدولي وحقوق الإنسان، كما تمتد الحملة لتطاول القطاعات الرياضية والمالية والقانونية. ويضيف: «منذ أن أطلقنا حملة مقاطعة ضد شركة «الستوم» الفرنسية المتورطة في مشروع «ترام القدس» الإسرائيلي الذي يوسّع عملية الاستيطان ويفتّت الأراضي الفلسطينية، خسرت الشركة 10 مليارات دولار، كما حققنا اختراقات مهمة في المجال الاقتصادي ضد شركتي «إلبت» (Elbit) وAfrica Israel الإسرائيليتين. وحققنا الشيء نفسه في السويد والدنمارك وهولندا وألمانيا»