يُحسب للمغربي عبد الفتاح جريني (1985) أنّه كان المرشّح العربي الوحيد الذي مثّل أفريقيا والهند والشرق الأوسط في مسابقة جوائز 2011 MTV EMA ووصل إلى التصفيات النهائية. لكنّ الفرقة الكورية «بيغ بانغ» فازت بالجائزة. الحفل العالمي الذي أقيم في مدينة بلفاست في إيرلندا، تابعه حوالى 600 مليون مشاهد مباشرة على الهواء، وبحضور أبرز نجوم الغناء في العالم ممن تمّ ترشيحهم من قبل إدارة «إم تي في» العالمية التي فتحت مجال التصويت لهم عبر موقعها الإلكتروني.
في حديثه إلى «الأخبار»، شدّد جريني على تغييرات جذرية طرأت على قناعاته ومفاهيمه المرتبطة بخطّه الفني: «كان الفوز هدفي في البداية. لكن حالما وطئت قدماي السجادة الحمراء، اكتشفت أنّ هناك ما هو أبعد بكثير من مجرد الفوز. لقد أدركتُ أنّنا نحن العرب متأخرون كثيراً في مجال الفن»، ويتابع: «عندما وقفت على خشبة مسرح الجائزة، شعرت بأنّنا نحن العرب لم نتمكّن من مواكبة هذا التقدّم حتى اليوم، وأعني هنا في مجال التقنيات، والإضاءة والصوت وما الى هناك من تفاصيل مكمّلة لظهور النجم الذي يعرفون كيف يصنعونه ويقدمونه إلى جمهور يقدرونه بالفعل».
لكن، كيف يرد جريني على تساؤلات البعض حول صدقية الجوائز العربية بعد انتشار شائعات عن أن شركات الإنتاج اشترتها لنجومها المفضلين؟ يجيب: «أتمنى لو كانت كل الجوائز التي توزّع في العالم العربي معروضةً للبيع والشراء، شرط أن يكون حفل توزيعها بالضخامة والرقي والتنظيم الذي قدمته mtv التي لا غبار على صدقية جوائزها، بما أنني لم أفز إلا بالمرتبة الخامسة بفضل تصويت الجمهور عبر الإنترنت».
وبالعودة الى واقع ساحة الغناء في العالم العربي، يكشف جريني: «بعد هذه الرحلة، قرّرت تدمير أسطوانتي الغنائية الجاهزة للطبع، والبدء من جديد لأنّي عرفت اليوم كيف يكون احترام الجمهور، ولا يعني هذا أنّ ما سبق وأنجزته لم يكن بالمستوى المطلوب. إلا أنّي بتّ أكيداً من أنّنا إن لم نعمل على تغيير طريقتنا في إنتاج الموسيقى العربية ذات الجذور الأصيلة، فسنبقى خلف كل هؤلاء. نتشدق دوماً بالقول بأنّ موسيقانا جيدة، فيما هي غارقة في محلية تمنعها من بلوغ العالمية».
ثلاث سنوات وألبومان غنائيان («ثلاث كلمات»، و«يا خسارتك في الليالي» من إنتاج «بلاتينوم ريكوردز») تشكّل الرصيد الفني لهذا المغربي الشاب. نجم برنامج «ألبوم» الذي عرضته قناة mbc منذ سنوات، يميّزه صوت أشاد به عدد من النقاد وشكل غريب قد لا يتناسب مع المغنى الطربي الذي يجيده. مع ذلك، فإنّ المغنية الأميركية بريتني سبيرز التي تنافس معها جريني على جائزة أفضل مطرب عالمي عبر جائزة MTV، أثنت منذ أيام على أعمال جريني الذي شاهدت كليباته واستمعت إلى أغنياته. ووصفته بـ«المطرب الحسّاس»، لكنّها أشارت إلى أنّها لاحظت أنّ الفنانين العرب يهملون عنصر الاستعراض، سواء في حفلاتهم أو في كليباتهم. لعلّها نصيحة لجريني تقدّمها نجمة من نجوم الاستعراض!